ترتفع الكفوف بالدعاء في أول أيام شهر رمضان  المبارك في بلادنا الغالية مملكة البحرين، ونحن وكل بلاد العالم العربي والإسلامي، نتأهّب بكل شوق ولهفة وسعادة ونعمة لاستقبال هذا  الشهر الفضيل، نسأل الله جلّ وعلا أن يسملنا إياه ويسلمنا فيه ويعيده علينا وبلادنا وكل بلاد المسلمين وكل الأوطان في خير وسلام، ونرفع أجمل التهاني المعطرة بأطيب الدعوات إلى مقام عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وإلى ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وإلى شعب البحرين الكريم داعين المولى العلي القدير أن يمنَّ على قيادتنا وبلادنا وشعبنا بالخير والنهضة والتقدم والأمن والأمان.

 هذا هو الشهر العظيم أقبل علينا، وكم هو رائع هذا الشهر بأيامه ولياليه في “البحرين”، بشهادة كل من عاش على هذه الأرض، حتى من غير المسلمين من أتباع الديانات الأخرى، ومنذ القدم، تتميّز بالأجواء التي تجمع القلوب بالتراحم والمحبة والتواصل في نموذج متفرد عن سائر الدول، ولهذا فقد جمعتنا مجالس “شيوخنا” منذ سنين طويلة في ليالي الشهر الفضيل وجمعتنا مجالس أهالي البحرين من كل المناطق، والحديث هنا قبل جائحة كورونا، وستعود إن شاء الله في القادم من السنوات بعد انقضاء الجائحة، وتعود بركات هذه المجالس، وهذا العام، هو أول رمضان يغيب فيه عنا المغفور له بإذن الله تعالي فقيد الوطن الراحل الكبير سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، الذي رسّخ في هذا المجتمع مناقب وآثار كريمة طيبة وسيبقى حاضرًا في دعواتنا وصلواتنا وأعمالنا وفي إهداءات محبيه في هذا الشهر المليء بالرحمات والغفران والنعم.

 وبودي أن أعبّر عن الثناء والتقدير لمبادرة جائزة خليفة بن سلمان القرآنية الرمضانية في دورتها الأولى برعاية كريمة من  الرئيسة الفخرية لجمعية النور للبر سمو الشيخة لولوة بنت خليفة بن سلمان آل خليفة، وكما قالت رئيسة الجمعية ورئيسة اللجنة الدائمة للمسابقة الشيخة لمياء بنت محمد آل خليفة، فالهدف هو تكريم خدمة القرآن الكريم وأهله ومنتسبيه من الحفاظ والحافظات بمراكز تعليم القرآن الكريم بمملكة البحرين، وتشجيع الأبناء على الإقبال على كتاب الله حفظًا وتدبرًا.

هذا وجه من الوجوه المباركة التي كان فقيد الوطن يحرص عليها، وقد أشرت في مقال سابق إلى صدور أمر ملك البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بإنشاء وقف خيري باسم المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه؛ للإنفاق على الأعمال الخيرية في جميع أوجه الخير، الأمر الذي أشاع فرحًا غامرًا بالوفاء والإجلال والعرفان في قلوب أهل البحرين، ولا ريب، فإن هذا الأمر الملكي السامي يتلاقى مع دعم ومساندة جلالته المشهودة لكل الأعمال الإنسانية التي يوليها جلالته اهتمامًا خاصًّا سواءً داخل البحرين أم خارجها.

في ظل الجائحة، نعيش ظروفًا استثنائية، وحريٌّ بنا أن نرسخ قيم الترابط والتكافل الاجتماعي، وتأتي في مقدمتها، وفق هذه الظروف، أن نواصل الالتزام بإجراءات الفريق الوطني لمكافحة كورونا حفاظًا على سلامة الوطن وأهله وكل من يعيش على أرضه، فكل صور التكافل والخير قابلة للتحقق وفق الإجراءات الاحترازية في هذا الشهر الفضيل.. ومبارك عليكم جميعًا شهر الله الأعظم.