في دليل جديد على أن صالح المنطقة وأمنها واستقرارها هو ما يحرك المملكة العربية السعودية، قدمت الرياض مبادرة مهمة لإنهاء الحرب في اليمن وتجاوز الأزمة لمرحلة يعمل فيها الجميع لأجل تنمية هذا البلد العربي الشقيق ورخاء شعبه وازدهاره.
وحظيت المبادرة السعودية بقبول إقليمي ودولي واسع يعكس أهميتها والثقة في قدرتها على تحقيق أهدافها إذا ما توافرت لها البيئة والشروط اللازمة لتفعيلها، ومن أهمها تجاوب ميلشيا الحوثي المدعومة من إيران معها وتخليها الفوري عما تقوم به من عمليات إرهابية واستهداف للأراضي والمنشآت السعودية وترويع المدنيين الآمنين.
ما هو ثابت على الأرض حتى الآن هو العناد الحوثي والتجاوب السلبي الذي يرمي لإفشال المبادرة وعدم تهيئة الأجواء للحوار ووضع بنود المبادرة السعودية موضع التنفيذ لانتشال اليمن من أزمته وتخليصه من وضعه الصعب، إذ إنه وبعد أيام قلائل من طرح المبادرة وتحديدًا في 26 مارس 2021، قامت الميلشيات الحوثية بشنّ هجمات استهدفت محطة توزيع المنتجات البترولية في جازان السعودية، في استمرار للأعمال الإرهابية التي تقوم بها بالطائرات المسيرة والصواريخ ضد أهداف سعودية من بينها منشآت النفطية.
هذا السلوك الحوثي واستمراره يؤكد أنهم وصلوا لمرحلة من التبعية العميقة لإيران لدرجة لا يمكن تفكيكها دون ضغط أو إجبار خارجي من قبل المجتمع الدولي والدول الفاعلة فيه على وجه التحديد، فمن غير المتصور أن تتخلى إيران عن ميلشيا عمياء وأداة طيعة بيدها تقوم بتنفيذ أجندتها في المنطقة دون نقاش أو تفكير، ويبدو لي أن تلك المهمة الثقيلة التي يجب على المجتمع الدولي أن يقوم بها بفك هذا التلازم بين الحوثيين وإيران عمل ضروري ولازم لكي تعمل المبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل لحل سياسي شامل.
وإذا كان ما يسمى بزعيم جماعة “أنصار الله”، يؤكد أن الحوثيين جاهزون لما وصفه بالسلام المشرف، فعليه أن يعلم أن أول درجات الشرف هو أن يعمل لصالح اليمن وليس لصالح إيران.