العدد 4497
الجمعة 05 فبراير 2021
banner
هل اغتيل الكاتب والكتاب؟
الجمعة 05 فبراير 2021

ما رأيكم بأن نخرج أنا وأنتم وشكسبير لنبحث عن قوانين الأدب؟ لأن في الأدب والكتابة نرى ظل أنفسنا من شمعة تضيء لنا تلك الكلمات من خلف ظهورنا وفي منارات البحر، ويتعدى بريقها جبال اليابسة، لكنني في أحيان كثيرة أتوقف وأضع قلمي جانبا وأتذكر أن العالم ينمو في سلسلة عمليات اندماج الأضداد، وهذا ما قرأته لـ “هيغل”، فيلسوف ألماني يعتبر أهم مؤسسي المثالية الألمانية في الفلسفة في أواخر القرن الثامن عشر، وهو الذي طور المنهج الجدلي الذي أثبت من خلاله أن سير التاريخ والأفكار يتم بوجود الأطروحة ثم نقيضها ثم التوليف بينهما، وأثر هيغل في الفلسفة المعاصرة.

لابد لنا أن ندمج عناصر كثيرة من الكتابة والكتاب في عالم الأدب المثالي وليس في دمج كتب الطبخ والخواطر في ثقافة الأدب العام الاجتماعي والفكري، فما يحصل اليوم كارثة أدبية يدفع ثمنها جيل كبير من الشعوب التي تدخل المكتبة فتضيع بين مهاترات كتب لا قيمة أدبية ولا فكرية لها، وهي لا تساوي حبر الورقة وأحيانا كثيرة يأخذني الكتاب من صبابة روعي إلى معترك الفهم، أفصح فيه عن بعض الهواجس وأسألها عن الحكايات وحلم الطفولة بأن نعيش عالما من الثقافة، لكن اليقظة تدلني على الوفاء لحلم الطفولة وتمسح عني تجاعيد دهري، وعندما أنتقل من الطفولة إلى الفهم تنتابني تساؤلات كثيرة في حاضرنا اليوم، أولها لماذا نتكلم كثيرا عن الثقافة بينما نحن نغتالها في رحمها وبأيدينا الملطخة بحبرها القاتم، وعندما نكلم بعض الناس يهزون رؤوسهم لأنهم لا يعرفون من هو المسؤول عن الموافقة على انحدار الثقافة ومفهومها ومن هو المسؤول عن وضع الكاتب والمثقف وإنزاله من صفوة المجتمع إلى معترك التسابق.. من يكتب أكثر وينشر له كتاب ويسمى كاتبا ومعاني الكتاب هي كيف أعلمك أن لا تكون مثقفا وأديبا ومفكرا.

لقد علمت أن الزمان والمكان يفسران بدلالة مائية، أتوقف وأسال هل هي حقيقة مقصودة بالموافقة على نشر أي كتاب بمعزل عن مفهوم الكتاب الحقيقي؟ هل المقصد زراعة الجهل بالموافقة على ما يسمى كتابا لنماذج لا ترتقي أن تكون ورقا لتنظيف زجاج السيارة الخلفي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية