+A
A-

محاكم البحرين تفتتح 2021 بإجمالي 12.5 ألف قضية

5‭ ‬أشهر‭ ‬متوسط‭ ‬عمر‭ ‬الدعاوى‭ ‬الجارية

حسم‭ ‬64‭ ‬ألف‭ ‬قضية‭ ‬في‭ ‬2020

التوسع‭ ‬في‭ ‬الوساطة‭ ‬ودراسة‭ ‬توظيف‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي

حبس‭ ‬المعسر‭ ‬قضية‭ ‬تجاوزتها‭ ‬الأنظمة‭ ‬القضائية‭ ‬الحديثة

قال‭ ‬رئيس‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقضاء‭ ‬المستشار‭ ‬عبدالله‭ ‬البوعينين‭ ‬إن‭ ‬المحاكم‭ ‬افتتحت‭ ‬العام‭ ‬2021‭ ‬بعدد‭ ‬12‭ ‬ألفًا‭ ‬و547‭ ‬قضية‭ ‬جارية‭.‬

وذكر‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬خلال‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحفي‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقضاء‭ ‬لاستعراض‭ ‬أبرز‭ ‬إنجازات‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬لعام‭ ‬2020،‭ ‬أن‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬شهد‭ ‬انخفاضًا‭ ‬ملموسًا‭ ‬في‭ ‬التراكم‭ ‬السنوي‭ ‬للدعاوى‭ ‬الجارية‭ ‬بواقع‭ ‬27‭ ‬ألفًا‭ ‬و474‭ ‬دعوى،‭ ‬مقارنة‭ ‬بإجمالي‭ ‬40‭ ‬ألفًا‭ ‬و21‭ ‬دعوى‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2017‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬سجلت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬بلغت‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ (‬63,347‭) ‬دعوى،‭ ‬أما‭ ‬القضايا‭ ‬المحسومة‭ ‬في‭ ‬2020‭ ‬فقد‭ ‬بلغت‭ (‬64,179‭) ‬وذلك‭ ‬بمعدل‭ ‬الحسم‭ ‬السنوي‭ ‬101‭ %‬،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬متوسط‭ ‬عمر‭ ‬الدعاوى‭ ‬الجارية‭ ‬بلغ‭ ‬5‭ ‬أشهر‭.‬

وأكد‭ ‬البوعينين‭ ‬أن‭ ‬67‭ % ‬من‭ ‬الدعاوى‭ ‬تحسم‭ ‬في‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬أشهر‭ ‬و87‭ % ‬في‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬أشهر‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬21‭ % ‬فقط‭ ‬من‭ ‬أحكام‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬والبالغ‭ ‬عددها‭ ‬49‭ ‬ألفًا‭ ‬و217‭ ‬حكمًا‭ ‬تم‭ ‬استئنافها‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمحاكم‭ ‬التنفيذ‭ ‬أفاد‭ ‬بأنه‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬531‭ ‬ألف‭ ‬طلب‭ ‬جديد‭ ‬وصدر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬537‭ ‬ألف‭ ‬قرار‭ ‬قضائي،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لم‭ ‬تتبق‭ ‬أي‭ ‬طلبات‭ ‬أمام‭ ‬محاكم‭ ‬التنفيذ‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬90‭ % ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬القضائية‭ ‬في‭ ‬محاكم‭ ‬التنفيذ‭ ‬تم‭ ‬اتخاذها‭ ‬خلال‭ ‬5‭ ‬أيام‭ ‬عمل‭ ‬وفقًا‭ ‬للمعايير‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬وضعها‭ ‬مسبقًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقضاء،‭ ‬و75‭ % ‬اتخذت‭ ‬خلال‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭.‬

تحدي‭ ‬كورونا

وقال‭ ‬البوعينين‭ ‬إن‭ ‬العالم‭ ‬يشهد‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬كوفيد‭ -‬19،‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التوقف‭ ‬وتعليق‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة،‭ ‬ومنها‭ ‬القطاع‭ ‬القضائي‭ ‬الذي‭ ‬تأثر‭ ‬وتعطل‭ ‬بسبب‭ ‬الجائحة‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬أو‭ ‬يتعطل،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬السبق‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬خدماته‭ ‬وعمله‭ ‬القضائي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تداعيات‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭.‬‭ ‬

‭ ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬العوامل،‭ ‬منها‭ ‬القرارات‭ ‬الحاسمة‭ ‬من‭ ‬اللجنة‭ ‬التنسيقية‭ ‬برئاسة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وجهود‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭.‬

ونوّه‭ ‬بدور‭ ‬التعاون‭ ‬المثمر‭ ‬والمستمر‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬احترازية‭ ‬ووقائية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬سعى‭ ‬إلى‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬أمرين‭ ‬وهما‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬مرفق‭ ‬القضاء‭ ‬وتتعطل‭ ‬العدالة‭ ‬وتضيع‭ ‬حقوق‭ ‬الناس،‭ ‬وبين‭ ‬عدم‭ ‬السماح‭ ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬الجهاز‭ ‬العدلي‭ ‬بؤرة‭ ‬لانتشار‭ ‬الوباء،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تحقيقه‭.‬

المعسر‭ ‬المدين

وفي‭ ‬ردِّه‭ ‬على‭ ‬استفسارات‭ ‬الصحفيين،‭ ‬أكد‭ ‬البوعينين‭ ‬أن‭ ‬حبس‭ ‬المدين‭ ‬المعسر‭ ‬قضية‭ ‬تجاوزتها‭ ‬كل‭ ‬الأنظمة‭ ‬القضائية‭ ‬الحديثة‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لوم‭ ‬محاكم‭ ‬التنفيذ‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬باعتماد‭ ‬ربع‭ ‬دخل‭ ‬المدين‭ ‬سقفًا‭ ‬لسداد‭ ‬دين‭ ‬المعسرين،‭ ‬وإنما‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬الإرشاد‭ ‬عن‭ ‬أموال‭ ‬المدين‭ ‬هو‭ ‬الدائن‭.‬

‭ ‬وبيّن‭ ‬أن‭ ‬تنفيذ‭ ‬مديونيات‭ ‬المعسرين‭ ‬يتم‭ ‬تحديثها‭ ‬ومراجعتها‭ ‬كل‭ ‬4‭ ‬أشهر‭ ‬للتحقق‭ ‬وفقًا‭ ‬لتحسن‭ ‬أو‭ ‬تراجع‭ ‬حالة‭ ‬المدين،‭ ‬والتحقق‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬الداخلة‭ ‬والخارجة‭ ‬لديه‭.‬

‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هدف‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬هو‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تحققه‭ ‬من‭ ‬منجزات،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الإجراءات‭ ‬هي‭ ‬وليدة‭ ‬الجائحة‭.‬

‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬كذلك‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دراسة‭ ‬إمكانية‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬القضائية‭.‬

ولفت‭ ‬البوعينين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القاضي‭ ‬دائمًا‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬المصالح‭ ‬وتنفيذ‭ ‬الحكم‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأحكام‭ ‬الصادرة‭ ‬على‭ ‬المعسرين،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬القاضي‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬القضايا‭ ‬وفق‭ ‬الظروف‭ ‬والمعطيات‭ ‬المتاحة‭ ‬أمامه،‭ ‬ولا‭ ‬يمكنه‭ ‬تجاوز‭ ‬الإجراءات‭ ‬المقررة‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬تجاوز‭ ‬حكم‭ ‬التنفيذ‭ ‬ربع‭ ‬دخل‭ ‬المعسر‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬حجم‭ ‬الدين‭.‬

وأورد‭ ‬أنه‭ ‬يجري‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬للتوسع‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬الوساطة،‭ ‬بما‭ ‬سيخفف‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬المحاكم‭ ‬واستخدام‭ ‬مرفق‭ ‬القضاء،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬كونه‭ ‬بديلاً‭ ‬مناسبًا‭ ‬لحل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭.‬

وقال‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقضايا‭ ‬المحاكم‭ ‬التجارية‭ ‬قال‭ ‬إنها‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬عشرات‭ ‬القضايا،‭ ‬إذ‭ ‬ينظر‭ ‬في‭ ‬المحاكم‭ ‬الكبرى‭ ‬حوالي‭ ‬60‭ ‬إلى‭ ‬70‭ ‬قضية‭.‬

واختتم‭ ‬البوعينين‭ ‬بأن‭ ‬متوسط‭ ‬عمر‭ ‬القضايا‭ ‬التجارية‭ ‬يبلغ‭ ‬حوالي‭ ‬3‭ ‬أشهر‭.‬