+A
A-

وزير شؤون الكهرباء يطلع على تجربة جامعة الخليج العربي في توفير استهلاك الطاقة

قام وزير شؤون الكهرباء والماء سعادة المهندس وائل بن ناصر المبارك، ورئيس هيئة الكهرباء والماء الشيخ نواف بن إبراهيم آل خليفة بزيارة لجامعة الخليج العربي للاطلاع على تجربة جامعة الخليج العربي الفريدة في ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية والتي بلغت حوالي 35% من قيمة الاستهلاك خلال أقل من 10 سنوات.  حيث كان في استقبالهما رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي الذي رحب بسعادة الوزير وبسعادة رئيس الهيئة مشيداً بالزيارة التي تمثل تشجيعاً للجامعة في طريقها نحو تحقيق اهدافها في ترشيد استهلاك الطاقة.

و قد استهلت الزيارة بالاطلاع على عرض مرئي تضمن التعريف برسالة و رؤية الجامعة التي  تقوم على المرتكزات الأساسية و التي تمثلت في مجموعة من الأهداف ذات الأبعاد التنموية و من بين هذه الأهداف تحقيق التنمية المستدامة بمعناها الشامل وما يقتضيه هذا من توثيق الجهود وتكاملها في تنمية الثروة البشرية والمادية وحسن استثمارها ، مرتكزة على الإنسان الذي هو منطلق وهدف التنمية، و بفكر منبثق عن رؤية أصحاب الجلالة و السمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي حفظهم الله في أن تكون جامعة الخليج العربي ملتقى أبناء دول مجلس التعاون الخليجي تحت سقف واحد وتأهيلهم فكرياً وتربوياً وعلمياً، وتنمية شعور الانتماء إلى منطقتهم وأمتهم، كما اطلع على التخصصات و البرامج الأكاديمية و التعاون الدولي المتمثل بالجامعات و مراكز الأبحاث و المنظمات الدولية، و أوضح العرض أيضاً أن جامعة الخليج العربي تمثل بيت الخبرة و الاستشارات سواء بالنسبة لمملكة البحرين أو دول مجلس التعاون الخليجي او الدول العربية.

وقد اطلع سعادة الوزير وسعادة رئيس الهيئة والوفد المرافق لهما على جهود الجامعة  في إطار سعيها لتحقيق ترشيد و تخفيض استهلاك الطاقة، فقد حققت جامعة الخليج العربي انجازاً ملحوظاً في طريق ترشيد و توفير استهلاك الطاقة في مباني الجامعة حيث انخفض الاستهلاك من اثني عشر مليونا و ثمانمئة و سبعين الفاً و ستمائة كيلووات 12870600 في عام 2012 إلى ثمانية ملايين و ستمائة و عشرين الف كيلووات 8620000 في عام 2020 و قد جاء ذلك نتيجة لعدد من الخطوات الحثيثة التي تابعها رئيس الجامعة الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي و أبرز هذه الخطوات الاستغناء عن اجهزة التكييف المركزي  التقليدية في الجامعة و استبدالها بأجهزة متطورة تنظم عملية استهلاك الطاقة بما يقلل زيادة العبء الكهربائي، وكذلك تغيير نظام الإنارة بمبنى الجامعة الى نظام LED ((ال اي دي )) مع تركيب أجهزة استشعار تغلق الانارة في حال كانت خالية دون حركة مما يسهم ايضاً في تقليل استهلاك الطاقة في المبنى، و تركيب جهاز VDL  ((في دي ال)) لتنظيم سرعة دفع الهواء في اجهزة التكييف و هو اجراء ايضا لتخفيض الاستهلاك، تركيب جهاز power factor((باورفاكتور)) عند نقطة وصول الكهرباء الرئيسية في الجامعة و ذلك من خلال التعاون مع وزارة الكهرباء و الماء في مملكة البحرين.

هذا وقد أكد سعادة وزير شؤون الكهرباء والماء السيد وائل بن ناصر المبارك ان جامعة الخليج العربي بما تحققه من إنجازات تعد صرحاً تعتز وزارة الكهرباء والماء بالتعاون معه. وأضاف الإنجاز يشرح نفسه بالأرقام وهو ما حتم علينا بموجبه زيارة الجامعة لتهنئتكم بهذا الإنجاز المتميز الذي مثل تجسيداً حياً لأهمية ترشيد الطاقة، وتبعياته الملموسة على تكلفة تعرفة الكهرباء. وختم قائلاً، وما وجودنا هنا اليوم إلا تأكيداً على أهمية هذا الإنجاز ورغبة منا في استمرار التعاون المتميز مع جامعة الخليج العربي.

من جانبه صرح الرئيس التنفيذي لهيئة الكهرباء والماء سعادة الشيخ نواف بن إبراهيم آل خليفة، أن ما حققته جامعة الخليج العربي من وفرة في الاستهلاك بلغ نسبة 35% يعد نموذجاً استثنائياً.  داعياً لأن توثق هذه التجربة بمختلف الوسائل الإعلامية وتعمم على مختلف المؤسسات والجامعات والمدراس للتعلم من مميزاتها.

الى ذلك أطلع سعادة الوزير على المشاريع المستقبلية للجامعة لاستخدام الطاقة الشمسية و تركيب الألواح الشمسية  للإسهام في ترشيد استهلاك الطاقة من خلال هذا البديل المتاح و هذا المشروع  يعبر عن المسؤولية الاجتماعية و البيئية للجامعة من خلال المحافظة على الموارد الطبيعية،  و جودة الهواء، و صحة الانسان، و تخفيض التكاليف المالية  لإنشاء محطات لتوليد الطاقة جديدة في مملكة البحرين، و دور ذلك في خفض البصمة الكربونية وكذلك تخفيض العبء المالي على الجامعة و ان تكون الجامعة انموذجاً للجامعات الاخرى في المنطقة تطبيقاً للاستدامة البيئية.

من ناحية أخرى كون هذا المشروع سيكون ظاهراً للعيان عند تنفيذه في مبنى الجامعة الحالي في منطقة السلمانية سيكون عاملا محفزاً للمجتمع في مملكة البحرين لاستخدام هذا النوع من مصادر الطاقة البديلة. وفي هذا الإطار، تقوم الجامعة حالياً بإعداد دراسة جدوى لتركيب الألواح الشمسية بمبنى الجامعة الكائن بمنطقة السلمانية، حيث تم طرح طلب مقترح لدراسة جدوى تركيب الألواح الشمسية بمبنى الجامعة Request for Proposal وذلك في عام 2019، وتقدمت عدة شركات استشارية بمقترحات لإجراء دراسة الجدوى. وبعد استعراض ومناقشة المقترحات المقدمة، تم اختيار الشركة الاستشارية الألمانية المعروفة Fichtner ((فتشنر)) وذلك لإعداد دراسة الجدوى بهدف الوقوف على أفضل الخيارات المتاحة أمام الجامعة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية. وتتضمن الخيارات قيد الدراسة أنواع متعددة من المحولات بالإضافة إلى زوايا ميل الألواح الشمسية ومساحات تركيب الألواح الشمسية. وبحسب النتائج الأولية للدراسة، فإنه يمكن تلبية ما يصل إلى 30% من الطلب على الطاقة الكهربائية بالجامعة وذلك بالاعتماد على الطاقة الشمسية. ويمكن تحقيق ذلك من خلال استغلال مساحات الأسطح المتاحة بالإضافة إلى مواقف السيارات. ومن المؤمل أن يتم ذلك على مراحل بحيث تبدأ المرحلة الأولى باستغلال مساحات الأسطح المتاحة ومواقف سيارات الهيئة الأكاديمية، في حين يتم في المرحلة الثانية تغطية مواقف سيارات الهيئة الإدارية. الجدير بالذكر أن التكلفة المتوقعة للمشروع تصل إلى نحو 600 ألف دينار بحريني، في حين أن فترة استرداد التكلفة تبلغ نحو 8 سنوات.

و فيما يتعلق بمشروع الجامعة الحيوي و الذي يمضي قدما نحو الانجاز القريب بإذن الله و هو مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية فقد اطلع الوزير على عرضا تفصيليا حول استخدام الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة  في هذا المشروع الحيوي، و تمت الاشارة الى ان مشروع المدينة  الطبية سيتبنى تركيب الواح الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية في عدة مرافق من مباني المدينة من خلال استخدام اسطح المباني الرئيسية و يتضمن ذلك تركيب 208 لوحا تنتج 385 وات لكل لوح شمسي و ستنتج سنويا 128,600 كيلووات مما سيخفض التكلفة المتوقعة الى 40,147 دينارا ، و بتركيب الالواح الشمسية من ناحية اخرى على اسطح مواقف السيارات بواقع 2,255 لوحا شمسيا ستولد نحو 1,406,160 كيلووات سنويا مما سيخفض التكلفة المالية الى 44,997 دينار سنويا . ستتوزع الطاقة المولدة من خلال الالواح الشمسية على تشغيل انارة الشوارع بواقع 371 نقطة ، و المساحات المضاءة خارجيا بواقع 1,35 نقطة و تشغيل مضخات مياه التبريد بواقع 12 مضخة ، و تشغيل 114 مصعدا و تشغيل نقاط توزيع الكهرباء بواقع 859 نقطة. وباستخدام تلك الكمية من الطاقة المولدة من خلال الالواح الشمسية ستكون مدينة الملك عبدالله الطبية من ضمن المباني الخضراء التي تحافظ على البيئة و المناخ.

و اشار العرض المقدم لسعادة الوزير إلى التعاون المستقبلي مع وزارة هيئة الكهرباء و الماء لتطوير القدرات و الكفايات البحرينية و الخليجية و ايضا التعاون في مجال الدراسات و الاستشارات بين الجامعة و المؤسسات الحكومية في مملكة البحرين. ثم تلا ذلك القيام بجولة في مبنى الجامعة و مرافقها .

من جانبه جدد رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور خالد العوهلي الترحيب بسعادة وزير هيئة الكهرباء الماء وبسعادة رئيس هيئة الكهرباء والماء مشيدا بهذا التواصل الذي يمثل امتدادا للتعاون القائم بين الجامعة و مؤسسات الدولة في مملكة البحرين و دول مجلس التعاون الخليجي و هو الدور المناط بها في خدمة دول الخليج العربي.