العدد 4470
السبت 09 يناير 2021
banner
الغباء الإيراني
السبت 09 يناير 2021

في خطوة شبيهة بالمسرحية الكوميدية التي ألفها القومجيون العرب في خمسينات القرن الماضي حول إلقاء إسرائيل في البحر، قدم القومجيون الفرس في البرلمان الإيراني، مشروع قانون، يلزم “الحكومات المتعاقبة” القضاء على إسرائيل خلال مدة أقصاها عشرين عاما “قابلة للتمديد طبعا”! للعمل على إخراج القوات الأميركية من المنطقة، حسب ما ورد في موقع “آر تي” الروسية.

ويشمل المشروع 16 مادة تحت اسم “رد إيران بالمثل”، كإجراء للرد على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، ويلزم القانون الحكومة الإيرانية، بـ “اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تؤدي إلى القضاء على إسرائيل بحلول مارس عام 2041! وينص القانون على “العمل على كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، عبر إرسال السلع الأساسية بالمجان، أو مدفوعة الثمن”، إضافة إلى تقديم الدعم الاقتصادي والأمني لمسيرات على حدود إسرائيل، تحت عناوين “حق عودة اللاجئين الفلسطينيين”، و”العودة إلى القدس”، و”تحرير الجولان”، و”زيارة القدس”! وتحت مادة “طرد أميركا من المنطقة”، ينص القانون على أن “تتخذ الحكومة والقوات المسلحة الإيرانية الترتيبات اللازمة لإخراج القوات العسكرية، التابعة للقيادة المركزية في الجيش الأميركي من المنطقة!”. ويشمل أيضا “استعداد طهران لإبرام اتفاقيات للتعاون الدفاعي، لمدة لا تقل عن خمس سنوات، مع أية دولة في المنطقة تقرر إخراج القوات الأميركية منها”!! كما يعتبر المشروع أن الدول التي تحتضن القوات الأميركية، “شريكة في أي عمل عسكري، أو أمني أميركي ضد المصالح الإيرانية في إيران والمنطقة”، وأنها “تتحمل كل المسؤوليات المترتبة عن ذلك”، وأن “من حق طهران الرد بالمثل ضد الدولة التي انطلق منها العدوان”، ويشدد على إلزام القوات المسلحة في الجيش والحرس الثوري الإيراني بـ “الرد العسكري على أي عمل عسكري أميركي ضد إيران، على أن يكون بنفس المستوى أو أكبر”، وينص على أن “رد طهران قد يشمل الدولة التي قدمت التسهيلات للقوات الأميركية”! ويمنع المشروع “أي مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية حول القضايا غير النووية”، ويحظر “إجراء أية مفاوضات معها، سواء كانت ثنائية، أو متعددة الجوانب بمشاركة دول أخرى، قبل إدانة الإدارة الأميركية اغتيال قاسم سليماني، وتقديم اعتذار رسمي عن انسحاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي! ويؤكد أن التعويض عن خسائر انتهاك واشنطن والدول الأوروبية للاتفاق النووي، لابد أن يكون جزءا من أية مفاوضات محتملة!

دعونا نتوقف قليلا عن الضحك على مواد هذا القانون الهزلي ونتساءل بجدية “ما الذي يدفع جمهورية إيران الفارسية لأن تكون أكثر ملكية من الملك، وتكرس جميع إمكانياتها المادية والمعنوية “لتحرير القدس والجولان”، في وقت يعاني فيه الإيرانيون من الجوع والفاقة ويحتاجون إلى كل ريال إيراني لإشباع بطونهم الخاوية؟!. وما حاجة إيران إلى نشر إرهابها في جميع المناطق العربية، في اليمن ولبنان وسوريا والعراق لمحاربة إسرائيل وهي تمتلك الصواريخ العابرة للقارات والتي بإمكانها أن تصيب داخل إسرائيل!. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .