+A
A-

في غيابات من نحب.. الفريد فريد رمضان

رغم أن الألم يغير الناس، ويجعلهم ينعزلون أطول، لكنك جمعتنا، وكأنك تهمس لنا من الأفق الموازي هناك: أن قلبك لازال حيا، ينبض فينا.


سأرثيك من القلب للقلب، فرثاء السيناريست والكاتب والمؤلف، سأدعه للغرباء. أما فريد الإنسان كدلمون الخير، باسق كنخيلها كريم حنون معطاء كجذورها البحرينية الأصيلة الممتدة الحاضرة في كل الحضارات، هو حكاية بحرينية خليجية عربية، فأيها الصديق الأقرب إلى القلب كفاك تظاهرًا بالموت يا رجل كسرت قلوبنا. أمثالك لا يموتون بل يتظاهرون بالموت لأنك زرعت طمأنينة وجودك في قلب كل من عرفك وأحبك، أمثالك لا يرحلون إلا إذا نسيناهم لكنك كنت حكيمًا بالفطرة وبرعت في الاتحاد بقلوب أحبتك من الأهل والأصدقاء، فكنت الفريد الفريد، لم تكن صديقًا تقليدًا، بل كنت الأقرب إلى القلب نبيلا نقيًا صادقًا محبًا صبورًا ملهمًا من دون حدود لكل من عرفتهم كبحر المحرق حدوده اللانهاية نحو الأفق.


عتبي عليك وهو عتب الأخوة بيننا، ألم تقل لي يومًا أنه لديك فوبيا المرتفعات، لماذا رحلت بهدوئك المعهود؟، لتصعد عاليًا، أكان هذا نوعا يضاف لشجاعتك؟، فقررت مواجهة واختبار أكبر مخاوفك حين حلقت بعيدًا عنا نحو السماء صعودًا.

أيها الفريد الطيب لا يسعني إلا أن أقول ما يرضي الله أمام هذا الاختبار، وما منقول إلا الحمدلله ولا حول ولا قوة إلا بالله. كان الله بعون الغالية أمل زوجتك وأولادك وقلب كل من عرفك وأحبك وهم كثر. الدائم الله، لروحك الرحمة الغائب الحاضر فينا فريد رمضان.            ​