+A
A-

الدكتورة شهيرة محرز ضيفة مركز الشيخ إبراهيم

قدمت الدكتورة المصرية شهيرة محرز يوم الإثنين الموافق 28 ديسمبر الجاري وضمن فعاليات الموسم الثقافي " ولا نتوب عن أحلامنا" لمركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، محاضرة حملت عنوان "إعادة اكتشاف التراث وحلوله العبقرية للمشاكل المعاصرة".
بدأت الدكتورة حديثها بشكر مركز الشيخ إبراهيم لدعوتها للحديث عن مميزات وخصائص الطراز المعماري المصري المرتكز على البساطة والخطوط البسيطة التي تخدم وظائف معينة. من سمات البيوت هناك "صحن البيت" او الساحات المفتوحة الداخلية وهو المخزن للهواء البارد للبيوت، وهي موجودة في المنشآت التجارية وكافة المباني، كما تتواجد الفتحات "شخشيخة" في أعالي البيوت لتقليل حرارة البيوت. كما شاهد الحاضرون صوراً من الغرف الكبيرة من العصر المملوكي حيث تتواجد الفتوحات والأحواش الداخلية والمشربيات (شبابيك الخرط).
كما توقفت عند الأساليب الزخرفية لانعكاس الضوء، والزخرفات على الأبواب التي يجمّل الأمكنة.
وتحدثت الدكتورة شهيرة كيف تحولت مدننا إلى حقل تجارب لمعماريين من الغرب، بالخصوص من أوروبا، حيث فقدت المدينة العربية هويتها بواجهات لا تشبه تاريخ المدن العربية، وتكلمت عن تقليل ممنهج من التراث وأهميته. مع بداية القرن العشرين ظهرت مبانٍ لواجهات أبسط تعود إلى التراث المحلي، منتقدة بعض المباني التي ساءت صياغة العمران التقليدي متجاهلة بساطة العمران المصري الموجودة من القرن الفرعوني حيث البساطة والسلاسة في المباني وحسن تلاؤمها مع الطبيعة.
أكدت الدكتورة شهيرة، عبر إعطاء أمثلة، أن التجديد ممكن أن يستخدم الأساليب الزخرفية والبساطة الموجودة في المعمار المحلي ويحافظ بذلك على التراث العربي، مطالبة بنظرة نقدية للمباني الحديثة وإيجاد حلول جميلة لإعادة إحياء المباني القديمة متوقفة عند الحداثة الموجودة في عدد من بيوت مركز الشيخ إبراهيم والتي تحترم المباني وميزاتها.
جدير بالذكر أن شهيرة محرز، حاصلة على درجة الماجيستير في الفن الإسلامي، والهندسة المعمارية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ولها أبحاث عدة في جامعة اكسفورد، وعملت بالتدريس في كلية السياحة جامعة حلوان. دفعها اهتمامها بالتراث المصري المهدد بالاندثار إلى تغيير مسار حياتها المهنية فكرست أربعين سنة من عمرها لجمع ودراسة الأزياء والحلي المصرية التي لا مثيل ولا توثيق لها، وتعكف حالياً على نشر كتاب لمجموعتها الخاصة.