تُشير أبجديات التتّبع والتقييم في منشآت الأعمال في وقتنا الحاضر إلى أنّها واحدة من العمليات الاستراتيجية التي تعمل على التّحقق من معدلات ومعايير أداء العاملين وتعظيم جوانب القوة والعمل لديهم، ومن ثَمّ معالجة جوانب الضعف والقصور فيهم، باعتبارها أداة ضرورية للتحسين المستمر والتطوير المتواصل في مستويات الأداء الفردي أو الجماعي لمنتسبي المنشآت الخاصة والعامة والمختلطة، وإصدار الأحكام على دقة سياساتها المُتّبعة وثراء برامجها المُنفذة وتحليل فروقاتها - المُخَطَطة والمُحَقّقة - في أدائها الفعلي أو المطلوب في ظل تقسيماتها المهنية والمسلكية التي تقيس معايير الصلاحية والكفاءة من أجل النهوض بالأعمال وتحمّل المسؤوليات وتبادل المنافع بين أعضاء المنشأة عبر استخدام مستلزمات المعلومات وتوظيف موارد الإنتاج في دائرة الموارد البشرية الكفوءة التي تسودها أجواء الثقة والتفاهم بين الرئيس والمرؤوس حين يُقدّر فيها الثاني للأول جهوده وطاقاته بعد أنْ تكون موضع الاهتمام والتقدير باعتماد الترفيع والعلاوات والترقيات وفق مقاييس الكفاءة والجدارة في العمل.
وظيفة “حارس” الأمن والسلامة في المنشآت الخاصة والعامة والمختلطة، تعكس بوضوح الواجهة الرئيسة والقاعدة الأساس لبنية الأعمال في تلك المنشآت التي تبرز الأداء المتقن والريادة الصاعدة في مجال أنشطتها المختلفة سواء الصحية أو التربوية أو المالية أو غيرها، بما يتّحمله من عبء كبير – هو وحده - لضمان متطلبات الأمن والسلامة فيها وإضفاء أجواء الطمأنينة والثقة على جميع منتسبيها أثناء نوبات العمل الاعتيادية أو في حالات الطوارئ الاستثنائية، فكثيراً ما تقع على عاتقه فيها السلامة الشخصية للأفراد وحماية المنشأة وأسوارها وبواباتها ووحداتها الداخلية من ساحات وغرف ومكاتب ومخازن ومستودعات، وصولاً إلى مراحل الوقاية من الأخطار المحتملة لها.
إلا أنّه في مقابل الكمّ الهائل من وافر العطاء السّخي؛ يكاد عنصر التحفيز بالترقية أو العلاوة أو غيره (منعدماً) لحارس الأمن والسلامة في بعض هذه المنشآت، بعد أنْ يبقى لسنوات دون تقدير كحال مجموعة من حُرّاس وزارة التربية والتعليم - الذين أكدوا للكاتب - حرمانهم من درجات الترقية الوظيفية منذ عام 2009م!
نافلة:
بلا شك، تترك الحوافز – مثل الترقيات أو الزيادات أو المكافآت أو العلاوات أو ما شابه – أثرها البالغ على طبيعة العمل المُؤدَى ونوعية الأداء المُنجز في سبيل الحصول على العمل المُثمر والأداء المُميّز من العاملين، الذين سيقودون - فيما بعد - إلى زيادة الإبداع ومضاعفة الإنتاج وتطوير الأعمال وبذل الجهود نحو تحقيق أهداف المنشأة، بعد تَعَرّف رغباتهم وإشباع احتياجاتهم من مكنون تلك الحوافز التي تُنمّي فيهم روح التّجديد المطلوب وتقودهم إلى النجاح المأمول.