تبدو أهمية العمل في حياة الفرد والمجتمع – الذي يُشار له بالنشاط المُقدّس المُنجِز لتحصيل مَنفعة ماليّة مُحدّدة أو تحقيق هدف منشود عن طريق تنفيذ مَهمّة ضمن شروط مُعيّنة، في سياق مجموعة مُترابطة المَهام، تتّصل معاً بهدف واحد يقوم على عقد اتّفاقٍ بين جهتي العمل، والتي يُقدِّمُ أحد أطرافها أجراً كافيا مقابل عمل مُنجز من الطرف الآخر، في نهاية فترة زمنيّة مُتفق عليها مُسبقاً – من الأمور الضرورية الماسّة لمتنوع شؤون الحياة المختلفة التي يُسْعَى فيها حثيثاً للعمل الدؤوب من أجل تلبية الاحتياجات الحياتية في سبيل النهوض بالمجتمعات الإنسانية والدّفع بِرُقيّها قُدُماً كي تتبوأ المكانة المرموقة، التي تؤمن بأنّ السبب الرئيس، جلب الصحة والسعادة والطمأنينة وراحة البال في توفير متطلبات العيش الكريم وسط أجواء من التّحمل والصبر والعزيمة في بيئة تُحافظُ على استقرار دائم وتُساعد على تأسيسِ حياة ناجحة.
سُواق نقل طلبة المدارس والجامعات ممّن استلفَوا أو تدّينوا لشراء وسيلة رزقهم – الحافلة - لأجل أنْ يحفظوا لقمة عيشهم، يأتون ضمن فئة الكادحين الذين يُلاقون عبء المعاناة وضيق الحال بصورة يومية، جرّاء الجائحة التي حرمتهم قسراً من توفير هذه اللقمة وتسبّبها بانتكاسة مالية لا مثيل لها في تلبية احتياجات أسرهم وتكبدهم الخسائر الكبيرة و”استحالة” تسديد ما عليهم من التزامات مالية للجهات التي استلفوا منها وكذلك البنوك التي ما برحت تُقسّط ديونهم كلّ شهر، ناهيك عن استحقاقات الإدارة العامة للمرور التي تمنح أو تمنع استصدار تراخيص السّواقة الرسمّية لنقل الطلبة في ظلّ تّوقف أعمالهم نهائياً بعد استرجاع وكالات السيارات حافلاتهم الخاصة؛ بسبب عدم تمكنهم من دفع أقساطها الشهرية المستحقّة عليهم، سيّما أنّ هذه التراخيص تقتصر على نقل الطلبة فقط ولا يُسمح بمزاولة نشاطات أخرى من خلالها (مع العلم أنّها محصورة في ترخيص واحد لا غير). علاوة على ذلك، يُمنع عليهم العمل في وظيفة أخرى أو استصدار سجلات تجارية لمزاولة مهنة أخرى وزيادة دخلهم؛ ما استدعى “بعض” البنوك حرمانهم من القروض الشخصية باعتبارهم ليسوا أصحاب مهنة!
نافلة:
يعيش سُوّاق نقل طلبة المدارس والجامعات واقع معاناة متصاعد في ظل صعوبة توفير أدنى متطلبات الحياة الكريمة لهم ولأسرهم، فيما يُشّكل واقع تلك المعاناة أيضاً أزمة حقيقية مع البنوك والمؤسسات المصرفية الأخرى التي استَادنوا منها لشراء حافلاتهم الخاصة حتى بدأت حياتهم “تنهار” من دون تحرّك يذكر – على حدّ قولهم - من الجهات المعنية لإنقاذهم من وطأة الوضع العصيب الذي ما برحَ يُؤرّقهم بمعية أسرهم قرابة العام بعد توقف الطلبة عن الحضور الشخصي للمدارس والجامعات؛ نتيجة تفشّي الجائحة مطلع العام الحالي.