+A
A-

علي ميرزا: صوت العصافير يخلق لي جوا جميلا للعمل

ذات يوم زرت مرسم الفنان علي حسين ميرزا برفقة صديقتي رباب، تحدثنا عن الرسم، المسرح، السينوغرافيا، فنون الفيديو، والتنصيبات Instillation، حيث حقق هذا الشاب حضورا في الوسط الفني المحلي، تشكيلا ومسرحا بما يقدمه من أعمال فنية لاقت استحسان المهتمين والمتابعين، وحصد جوائز ذات قيمة في هذين المجالين.. حول هذه التجربة دار هذا الحوار: 

حدثني عن علي حسين ميرزا الطفل الذي أصبح فنانا؟
علي حسين الطفل الذي كان يستأذن أمه رباب قبل أن يشرع في الرسم وعلى أي كراس تقع في يده "أماه يصير أرسم في هذا، أماه هل هذا دفتر خربشة؟".

لم أكن أعلم أن القدر يقودني لطريق مختلف، لم يكن أي من أفراد عائلتي له علاقة بالفن لا من بعيد ولا من قريب. لم أكن أحصل على توبيخ كوني استخدم اليد اليسرى فقط، كنت أتلقى بعض الملاحظات من أبي أو أمي وقت الأكل "الشيطان يأكل معك".

لم يكن يستهويني اللعب مع الأطفال بقدر كبير، كنت دائما أفضل العزلة عندما تكون الأقلام والأوراق بين يدي، كنت أفضل الرسم على أي شيء آخر. تقول أمي رباب إني كنت هادئا جدا وكبرت على هذا الهدوء وعلى هذا الشغف بالفن "ربما لأن الشيطان كان يرسم معي بيدي اليسرى".

كبر علي حسين ومازال يعتقد بأنه طفل، الآخرون يطلقون عليه اسم فنان، ولكن لا يعرف لماذا، الذي يعرفه فقط أنه يكون سعيدا جدا عندما يرسم حتى هذه لا أعرف ما إذا كان هذه الطريق خيارا أم قدرا؟

مدرسة أبو صيبع ماذا تعني لعلي؟ ما الأثر الذي تركته عليك؟

في كل لقاء عندما أتطرق فيه لفترة البداية والطفولة لابد وأن أعرج على ذكر ذاك الإنسان الذي وضعني على الطريق، طريق الفن منذ المرحلة الابتدائية، إنه الأستاذ كامل جاسم مال الله رحمة الله عليه، كان أول أستاذ يدخل صف 1/4 وفي أول يوم دراسي لي بالمدرسة. لم أكن أعرف أنه صاحب البشرة السمراء..  صاحب الصوت المميز.. هو من سيكون السبب الأهم لتعلقي بالفن.

سنوات في المرحلة الابتدائية قضيتها ملازما المرسم، ولفرط ولعي واهتمامي أعطيت نسخة من مفتاح المرسم وأنا في ذلك العمر. نلتقي نحن مجموعة من الطلبة المحبين للفن والموهوبين كل يوم خلال الفسحة.. كنا نأخذ أكلنا معنا ونجتمع في المرسم.. نرسم خلال حصص الفراغ. خلال حصص الرياضة. وأي فرصة تتاح لي كنت أقضيها في المرسم، حصدت خلال المرحلة الابتدائية أربع جوائز، اثنتان في البحرين واثنتان خارج البحرين. 

حدثني عن عالم الطفل، ألست مهتما بعوالمه عبر تقديم العديد من الورش الفنية للأطفال؟

الطفل هو عالم لا أعرف كيف وصلت له، لكني وجدت أنه عالم يمكن أن يضيف لي الكثير كفنان، أحاول أن أكتسب عفوية الطفل في الخط واللون، وهذا ليس بالأمر السهل فكر الطفل عفوي ومجرد من الشوائب التي يمكن أن تكون لدى الكبار، فأجد أن المادة التي يطرحها الطفل تكون غنية وصادقة دائما بشكل كبير. طبعا بالإضافة لاتخاذي من هذه الورشة مصدر دخل كوني لم أحصل على فرصة عمل بعد تخرجي من الجامعة حتى الآن.

هل من طقس ما تعيشه أثناء الرسم؟

لا يوجد طقس معين، هي الحالة العامة التي قد توجد عند أي فنان، أن أحاول أفرغ رأسي من كل التزام أو موعد أو أي شيء آخر يمكن له قطع اندماجي بالعمل الفني، لا أستطيع التركيز في عمل لو كان لدي التزام حتى لو بعد 3  ساعات مثلا. الموسيقى هي الحاضرة دائما معي في مرسمي، لا أتحمل الهدوء المطلق وقت العمل، يمكن لصوت العصافير القادم من خارج المرسم أن يخلق لي جوا جميلا للعمل.

صرت أيضا أستمتع بالرسم على صوت بعض الشعراء أو القراء، صرت استمع للنصوص الأدبية التي تقدمها بعض الأسماء على صفحات مواقع التواصل وحتى بعض المسرحيات العالمية المسجلة.