+A
A-

خليفة بن سلمان ... صانع النهضة الأدبية والفكرية في البحرين

شهدت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬المعاصر‭ ‬نهضة‭ ‬تعليمية‭ ‬وثقافية‭ ‬وتنوع‭ ‬النتاج‭ ‬الفكري‭ ‬المحلي‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يمثل‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬البحرين‭ ‬الثقافي؛‭ ‬لتصبح‭ ‬بمصاف‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬عدد‭ ‬الإصدارات‭ ‬المحلية‭ ‬بالنسبة‭ ‬لعدد‭ ‬سكانها،‭ ‬وفي‭ ‬طليعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المجال‭.‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬تربع‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬مركز‭ ‬الصدارة‭ ‬في‭ ‬تأليف‭ ‬الكتب‭ ‬ونشرها‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬وليد‭ ‬صدفة،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬وليد‭ ‬عوامل‭ ‬مهمة‭ ‬لعبت‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬نماء‭ ‬الحركة‭ ‬الفكرية،‭ ‬والثقافية،‭ ‬وازدهارها‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

‭ ‬ولصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬الأثر‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬نماء‭ ‬هذه‭ ‬النهضة‭ ‬وتطورها‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث،‭ ‬وحول‭ ‬ذلك‭ ‬التقيت‭ ‬بمدير‭ ‬مكتبة‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى،‭ ‬منصور‭ ‬سرحان‭ ‬محاولاً‭ ‬معه‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬الجوانب‭ ‬المشرقة،‭ ‬والدروب‭ ‬المضيئة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الفكر‭ ‬والثقافة‭ ‬والإبداع‭.‬

واحة‭ ‬العلم‭ ‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬أهم‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬لعبت‭ ‬دوراً‭ ‬فاعلاً‭ ‬في‭ ‬ازدهار‭ ‬حركة‭ ‬الكتابة‭ ‬والتأليف،‭ ‬وإصدار‭ ‬الصحف‭ ‬المتنوعة،‭ ‬وتطور‭ ‬العمل‭ ‬الثقافي‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬الاهتمام‭ ‬الذي‭ ‬أبداه‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل،‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬تشجيع‭ ‬ودعم‭ ‬الحركة‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬بكل‭ ‬أبعادها‭ ‬ومساراتها،‭ ‬وعمله‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬التربة‭ ‬الصالحة‭ ‬لنجاحها‭.‬

وكما‭ ‬هو‭ ‬معلوم‭ ‬فإن‭ ‬التربة‭ ‬الصالحة‭ ‬لنمو‭ ‬الثقافة‭ ‬وازدهارها‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬مجتمع‭ ‬متعلم،‭ ‬تتدني‭ ‬فيه‭ ‬نسبة‭ ‬الأمية،‭ ‬مما‭ ‬يدعم‭ ‬أهمية‭ ‬الدور‭ ‬التعليمي‭ ‬والتربوي‭ ‬في‭ ‬رفد‭ ‬الثقافة‭ ‬المحلية،‭ ‬باعتبار‭ ‬التعليم‭ ‬القاعدة‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تُبني‭ ‬عليها‭ ‬الثقافة‭.‬

‭ ‬ويعد‭ ‬سموه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬أبرز‭ ‬رواد‭ ‬العمل‭ ‬التربوي‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬مهندس‭ ‬النهضة‭ ‬التعليمية‭ ‬الحديثة‭ ‬منذ‭ ‬بداياتها‭ ‬الأولى،‭ ‬وبخاصة‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬الخمسينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬عندما‭ ‬تأسس‭ ‬أول‭ ‬مجلس‭ ‬للمعارف‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1956م‭ ‬بأمر‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬العظمة‭ ‬الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حاكم‭ ‬البحرين‭ ‬آنذاك،‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم،‭ ‬ونشر‭ ‬المدارس‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وحل‭ ‬جميع‭ ‬المشاكل‭ ‬والعقبات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تواجه‭ ‬نشر‭ ‬المدارس‭ ‬وتحديث‭ ‬التعليم‭ ‬حينذاك‭.‬

كان‭ ‬صاحب‭ ‬العظمة‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬انضمام‭ ‬ابنه‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬المعارف‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬عوامل‭ ‬نجاحه،‭ ‬لما‭ ‬عرف‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬ذكاء‭ ‬حاد،‭ ‬وثقافة‭ ‬واسعة،‭ ‬وحبه‭ ‬للعلم‭ ‬والمعرفة‭.‬

‭ ‬رائد‭ ‬التعليم

ولقد‭ ‬بذل‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬جهدا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الحركة‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وقد‭ ‬رأى‭ ‬بثاقب‭ ‬بصيرته‭ ‬أنه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬اكتساب‭ ‬الخبرة‭ ‬والاطلاع‭ ‬على‭ ‬تجارب‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬الصناعة‭ ‬التربوية‭ ‬لتطوير‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬هدفه‭ ‬أستأذن‭ ‬سموه‭ ‬والده‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1956م‭ ‬في‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬بريطانيا،‭ ‬حيث‭ ‬أمضى‭ ‬فيها‭ ‬خمسة‭ ‬أشهر،‭ ‬أطلع‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬أساليب‭ ‬التعليم،‭ ‬وبرامجه‭ ‬الحديثة،‭ ‬ونظام‭ ‬الإدارة‭ ‬في‭ ‬المدارس،‭ ‬وعاد‭ ‬سموه‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1957م‭ ‬وهو‭ ‬يحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬الجديدة‭ ‬للإسهام‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.  ‬

وفي‭ ‬13‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1957م‭ ‬اسند‭ ‬إلى‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬رئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬المعارف‭ ‬خلفا‭ ‬للشيخ‭ ‬مبارك‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الذي‭ ‬عين‭ ‬رئيسا‭ ‬لمجلس‭ ‬الصحة‭.  ‬وكان‭ ‬مجلس‭ ‬المعارف‭ ‬في‭ ‬تشكيله‭ ‬الجديد‭ ‬يضم‭ ‬في‭ ‬عضويته‭ ‬كلا‭ ‬من‭:  ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬رئيسا،‭ ‬والشيخ‭ ‬عطية‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬والسيد‭ ‬حمد‭ ‬جاسم‭ ‬كانو،‭ ‬والسيد‭ ‬راشد‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬الزياني،‭ ‬وصادق‭ ‬محمد‭ ‬البحارنة،‭ ‬ومحمد‭ ‬يوسف‭ ‬جلال،‭ ‬والشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬والحاج‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬خميس‭ ‬الشروقي‭ ‬أعضاء‭.  ‬

عقد‭ ‬مجلس‭ ‬المعارف‭ ‬أول‭ ‬اجتماع‭ ‬له‭ ‬برئاسة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1957م‭ ‬،‭ ‬وكانت‭ ‬أولى‭ ‬توصياته‭ ‬التي‭ ‬أصدرها‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬تولي‭ ‬المجلس‭ ‬إدارة‭ ‬تعليم‭ ‬البنين‭ ‬والبنات‭ ‬حتى‭ ‬يتسنى‭ ‬الارتقاء‭ ‬بهما‭ ‬إلى‭ ‬المستوى‭ ‬المطلوب‭.‬

وقام‭ ‬المجلس‭ ‬بمراجعة‭ ‬نظام‭ ‬السكن‭ ‬المقدم‭ ‬إلى‭ ‬المعلمين‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬يدرسون‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬البحرين‭ ‬المختلفة،‭ ‬وزار‭ ‬القرى‭ ‬والمدن‭ ‬لدراسة‭ ‬فتح‭ ‬مدارس‭ ‬بها‭.‬

امتد‭ ‬نشاط‭ ‬مجلس‭ ‬المعارف‭ ‬إلى‭ ‬الميادين‭ ‬الثقافية‭ ‬الأخرى،‭ ‬منها‭ ‬تنظيم‭ ‬معرض‭ ‬الآثار‭ ‬المكتشفة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬بعثة‭ ‬التنقيب‭ ‬الدنماركية،‭ ‬وقد‭ ‬تفضل‭ ‬صاحب‭ ‬العظمة‭ ‬الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حاكم‭ ‬البحرين‭ ‬بافتتاح‭ ‬المعرض‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1957م،‭  ‬وقد‭ ‬أقيم‭ ‬المعرض‭ ‬في‭ ‬قاعة‭ ‬مكتبة‭ ‬المعارف‭ ‬العامة‭ ‬الكائنة‭ ‬بمبنى‭ ‬دائرة‭ ‬المعارف‭ ‬بشارع‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بالمنامة‭.‬

زيارات‭ ‬تفقدية

عمل‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬منذ‭ ‬توليه‭ ‬مسؤولية‭ ‬رئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬المعارف‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬برامج‭ ‬لتطوير‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وقام‭ ‬بزيارات‭ ‬تفقدية‭ ‬للمدارس‭ ‬ليراقب‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬مجريات‭ ‬العمل‭ ‬بها‭.‬

‭  ‬وكان‭ ‬من‭ ‬نتيجة‭ ‬ذلك‭ ‬تحسين‭ ‬وتطوير‭ ‬الخدمات‭ ‬التربوية‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭  ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬جعل‭ ‬التعليم‭ ‬الخاص‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬دائرة‭ ‬المعارف،‭ ‬ودرس‭ ‬مجلس‭ ‬المعارف‭ ‬الحاجة‭ ‬الماسة‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬فصول‭ ‬جديدة،‭ ‬وتحسين‭ ‬تعليم‭ ‬اللغة‭ ‬الانجليزية،‭ ‬وتحديد‭ ‬أوقات‭ ‬التدريس‭ ‬المعمول‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المدارس،‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬خريجي‭ ‬المدرسة‭ ‬الصناعية،‭ ‬وخريجي‭ ‬المدرسة‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬عند‭ ‬توظيفهم‭. ‬

‭ ‬كما‭ ‬عمل‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬فتح‭ ‬مدارس‭ ‬للبنات‭ ‬في‭ ‬قرى‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬تعليم‭ ‬البنات‭ ‬كان‭ ‬حتى‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬مقتصرا‭ ‬على‭ ‬المدن‭ ‬الأربع‭ ‬الرئيسة‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وتم‭ ‬وضع‭ ‬قانون‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة‭ ‬للإشراف‭ ‬والمتابعة‭ ‬الكاملة‭ ‬عليها‭.‬

ولقد‭ ‬حرص‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬تشجيع‭ ‬المدارس‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬معارضها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬حضوره‭ ‬شخصيا،‭ ‬كما‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬زيارة‭ ‬المدارس‭ ‬وتوزيع‭ ‬الجوائز‭ ‬في‭ ‬مناسباتها‭ ‬الخاصة‭.  ‬ففي‭ ‬مايو‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1959‭ ‬وزّع‭ ‬سموه‭ ‬الجوائز‭ ‬على‭ ‬المتفوقين‭ ‬من‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭ ‬بمناسبة‭ ‬مرور‭ ‬40‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬إنشائها‭.‬

ومنذ‭ ‬تحمله‭ ‬مسؤولية‭ ‬مجلس‭ ‬المعارف‭ ‬على‭ ‬تفعيل‭ ‬النشاط‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشجيعه‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬المسابقات‭ ‬والمسرحيات،‭ ‬وتنظيم‭ ‬المعارض،‭ ‬وحرص‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الجوائز‭ ‬للفائزين‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفعاليات‭ ‬الثقافية،‭ ‬والفنية،‭ ‬والعلمية‭ ‬بنفسه؛‭ ‬بغية‭ ‬الدفع‭ ‬بعجلة‭ ‬الثقافة‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬والتشجيع‭ ‬على‭ ‬القراءة‭ ‬والبحث‭ ‬والكتابة‭ ‬مهيئاً‭ ‬بذلك‭ ‬التربة‭ ‬الصالحة‭ ‬لنشر‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفة‭.‬

اهتمام‭ ‬أبوي

ولقد‭ ‬استمر‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬الحركة‭ ‬التعليمية‭ ‬والتربوية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1956م‭ ‬وحتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬لعلمه‭ ‬بأن‭ ‬تطور‭ ‬التعليم‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أهم‭ ‬ركائز‭ ‬التطور‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة،‭ ‬وهو‭ ‬الوسيلة‭ ‬المهمة‭ ‬لمسايرة‭ ‬ركب‭ ‬التقدم‭ ‬والحضارة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬تكنولوجي‭ ‬هائل،‭ ‬ومن‭ ‬اكتشافات‭ ‬علمية‭ ‬متواصلة‭ ‬تستدعي‭ ‬مواصلة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالصناعة‭ ‬التعليمية‭ ‬والتربوية‭.‬

‭ ‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التوجهات‭ ‬واصل‭ ‬سموه‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالتعليم‭ ‬موفرا‭ ‬الميزانية‭ ‬المطلوبة‭.  ‬كما‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬رعاية‭ ‬عيد‭ ‬العلم‭ ‬الذي‭ ‬تقيمه‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬وتكريم‭ ‬الطلبة‭ ‬والخريجين‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬المحلية‭ ‬والعربية‭ ‬والأجنبية،‭ ‬وبخاصة‭ ‬الذين‭ ‬حصلوا‭ ‬على‭ ‬شهادات‭ ‬عليا‭.‬

وتشجيعاً‭ ‬للخريجين‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬استمر‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬الحفل‭ ‬السنوي‭ ‬الذي‭ ‬تقيمه‭ ‬الجامعة‭ ‬تكريماً‭ ‬للخريجين‭ ‬والخريجات‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬كليات‭ ‬الجامعة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالتعليم‭ ‬الأكاديمي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬