العدد 4405
الخميس 05 نوفمبر 2020
banner
تراجع مسرح الطفل في البحرين... أسباب كثيرة ومتشابكة
الخميس 05 نوفمبر 2020

لثقافة الطفل سماتها وحضارتها البارزة، ولوقت قريب كانت المسارح البحرينية الأهلية تقدم أعمالا مسرحية للأطفال رائعة في الشكل والمضمون وتؤثر في نفس الأطفال تأثيرا عميقا ويستفيدون منها فائدة عظيمة عند عرضها، وكان شاعرنا القدير علي الشرقاوي “الله يطول في عمره ويشفيه” أبرز فرسان مسرح الطفل، وكذلك الأديب والقاص خلف أحمد خلف، حيث أثريا مسرح الطفل بالعديد من الأعمال الناجحة على مر سنوات طويلة، لكن بعد ذلك قل اهتمام المسارح الأهلية بمسرح الطفل وتدنى المستوى إلى درجة ملحوظة، وترك المجال لأصحاب الاهتمامات التجارية.

إن كل المجتمعات تولي مسرح الأطفال اهتماما كبيرا وعناية فائقة للدور الذي يلعبه في حياة الطفل من النواحي النفسية والتربوية، فهو قادر على إثارة خيال الطفل وتدريب الملاحظة لديه على نحو لا تستطيعه المصادر الأخرى، وهو ينمي معارف الطفل ويسهم في اتساع آفاق معرفته ويشيع فيه حب الاطلاع والمعرفة، كما يذكي فيه عاطفة الجمال وينميها، والعمل المسرحي يدرب الطفل على حسن النطق والأداء والإلقاء، والنهوض بأذواق الأطفال، لكن لو تفحصنا واقع العمل المسرحي في مجال الطفل في مجتمعنا خلال الأعوام الأخيرة، نكاد لا نرى له أثرا وحضورا مؤثرا، فهو لا يتعدى بضعة عروض تقدم باجتهادات شخصية، كما أن غياب الدعم وتوقيف جائزة أدب الطفل والتأليف المسرحي طرف أساسي في عملية تراجعنا، وبالتأكيد هناك أسباب كثيرة ومتشابكة.

 

المربية الروسية “جوفسكايا” تلخص فوائد المسرح بما يلي: “المسرح يخلق على خشبته شخصيات ساطعة ويكشف كأحسن ما یمكن البوادر السيكولوجية التي تحفز الإنسان لإتيان الأفعال النبيلة، والمسرح يثير أكثر العواطف تنوعا ويكون لدى الأطفال ليس فقط الصفات الجمالية، بل والخلقية أيضا، فعن طريق الانطباع الشخصي ومن خلال التأثر والمشاركة العاطفية يمكن أن يقوم الفن ويحب، فعليكم أن توفروا للأطفال فرح هذه التأثيرات ولا تحجبوا عنهم معاشرة الفن”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .