العدد 4404
الأربعاء 04 نوفمبر 2020
banner
بصوت عالٍ... ماذا استفاد الأديب والفنان البحريني من “النواب”؟
الأربعاء 04 نوفمبر 2020

حرية الأديب والفنان يجب حمايتها كأقدس ما يحمى من القيم البشرية التي لا تحتمل أي حصر أو تحديد، لأنها في جوهرها مطلقة أو لا تكون، والأديب قد يجد اكتمال إنسانيته في الاتجاه بفرديته إلى التعمق في الذات والتيه في أبعادها، فيبدو لنا منقطعا إلى الفن للفن أو إلى الحياة في الأبراج العاجية كما يقال، لكنه لا يزال مع ذلك ومن خلال فنه يجذبنا إلى إنسانيته الكاملة ويرفعنا أفرادا إلى منازل الشرف والعلو.

وهناك شيء مهم آخر وهو حماية الأديب والفنان بحيث أن نؤمن له عيشا كريما يتناسب مع صفة القيادة التي له، ويتناسب مع إحساسه وذوقه المرهف، لا يكفي فقط أن نكفيه غائله الجوع والعوز، على الرغم من أن كثيرا من الأدباء والفنانين ويا للأسف يجوعون، بل يجب على الجهات المسؤولة أن تهيئ له العيش الذي يتفق مع إنسان العصر، وتؤمن له المستوى الاجتماعي اللائق بأحاسيسه، وتؤمن له الفراغ اللازم لإنتاجه وتدرأ عنه متاعب الحياة المادية، فكم من أديب وفنان تعصره الديون وتلتف حول رقبته سياط العذاب والمعاناة، ورغم ذلك نراه ينتج ويعمل بضمير حي ويبدع ما يجيش في صدره من عواطف تربطه بمجتمعه وناسه.

بودي أن أطرح سؤالا على “النواب” وأقوله بصوت عال... ماذا استفاد منكم الأديب والفنان البحريني، ومن منكم سعى لأجله وذاته المبدعة؟ من منكم تكلم عن التيسير على الأديب والفنان وترف حياته المادية والمعنوية والتشجيع على النشر وحمايته من الاستغلاليين؟! إن الأديب والفنان يا نوابنا الأفاضل يحمل إلى القلب بإبداعه عبير المجد ويفتح العيون على أضواء المستقبل، وذكراه دائما تبقى خالدة كالجوهر تومض بين الحين والآخر في ثنايا النفوس، ومن الخطأ المريب أن يستمر تجاهله في “بيت الشعب” وحتى لو جاء ذكره فيكون ذكرا موجزا وبقلم ضعيف يخط عبارة..”بنجوف.. بنحاول، بنسوي اللي علينا، عندنا أولويات”.

أحد النواب السابقين قال لي.. الموضوع بحاجة إلى وضع خطة متكاملة من الفنانين بجميع احتياجاتهم لتدرس، وتتم المعالجة من خلال مجلس النواب، المسألة تحتاج عدة أفكار وعدة تحركات. نعم... سيفعلون ذلك قريبا وبعدها ستكون الكرة في ملعب النواب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية