العدد 4403
الثلاثاء 03 نوفمبر 2020
banner
انتخابات الرئاسة الأميركية... معك أو ضدك
الثلاثاء 03 نوفمبر 2020

هناك قول مأثور عن الرئيس الأميركي السابق رونالد ريجان الرئيس الأربعين للولايات المتحدة في الفترة من 1981 إلى 1989 وهو “إن حكومة ريجان كانت تتبنى سياستين متناقضتين بخصوص الأسلحة التي قد تفني العالم، سياسة علنية ترفض الضربة النووية الأولى، وسياسة خفية تقبل الضربة النووية الأولى وكأن الرئيس ريجان يمتطي جوادين يجريان في اتجاهين متضادين”.

أميركا... أقوى دولة اقتصاديا وعسكريا في العالم، ولديها قدرة على خلق عالم تتمتع فيه بالأمن والثروة، وتخوض اليوم الثلاثاء 3 نوفمبر الانتخابات الرئاسية 2020 بين الرئيس الحالي الجمهوري دونالد ترامب، ومنافسه الديمقراطي بايدن، وعند تصفح التاريخ يتبين لنا أن الديمقراطية الأميركية كما يصفها “دكستر بركنس” ليست مثل ديمقراطية الدول الأوروبية تماما، لم تكن هناك قط طبقة حاكمة في أميركا منذ أن تطلع الفيدراليون إلى هذا اللقب عند نهاية القرن الثامن عشر، ولم يوجد السياسي المحترف إلى قرب نهاية القرن التاسع عشر ولم يشغل ذلك المركز المضمون الذي كان يشغله من قبل والذي يشغله إلى حد ما في العالم القديم، وإلى حد لا نظير له في أية دولة أخرى، فإن القوة التي تدفع أداة الحكم في أميركا إنما تأتي من الشعب، وليس من الطائفة السياسية أو الديبلوماسية.

بمعنى.. الرجل العادي في أميركا، سواء كان على بينة بمجريات الأمور أم لا، يظن أن له الحق في التعبير عن رأيه في السياسة وأن هذا الرأي يجب أن يقام له وزن، وعندما توضع المشاكل المعقدة على بساط البحث في الجهاز المسمى بجهاز الانتخابات، فإن الأمر العجيب حقا هو غالبا ذلك العدد القليل من الأشخاص الذين يقولون إنهم لا يعرفون الإجابة.

المواطن الأميركي ينظر إلى الانتخابات عكسنا تماما، فدول الخليج مثلا تريد ولاية ثانية لترامب بسبب تصديه للإرهاب الإيراني، وهناك تخوف من وصول بايدن لأنه ربما ينفخ في روح مشروع أوباما في الشرق الأوسط المتمثل في التعاطف مع الإرهابيين وإيران، وأما مغزى القول المأثور عن رونالد ريجان فيعني أنه من الصعب الرهان على أي رئيس أميركي “معك أو ضدك”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية