العدد 4402
الإثنين 02 نوفمبر 2020
banner
ألسن متخلفة تحارب الثقافة والأدب
الإثنين 02 نوفمبر 2020

لقد فتح لقاء “البلاد” مع الشاعر القدير علي عبدالله خليفة أرضا واسعة من التساؤلات عن حماية الأديب باعتباره مرشدا وموجها ومن الواجب علينا أن نهيئ له السبيل الذي يفسح له تأدية رسالته، وأول هذه السبل لحماية الأديب الحرية التي تنبع من ذاته وتغذي إبداعه الذي يتجاوب مع محيطه ومجتمعه. إن هذه الحرية يجب أن نوفر له أسبابها، فليس من العدل أن نسلبه ما سعى من أجله، وليس من العدل ولا من الإخلاص للأدب أن نحد من حرية الأديب المبدعة في الوقت الذي طلبها لنا كاملة واسعة خالصة من كل شائبة.

الأدب كما عرفناه وتعلمناه تأكيد دائم للحرية الإنسانية، لأنه في بحثه عن الحق والخير والجمال، إنما يبحث في كل لحظة عن الحرية، وإذا كتب الأديب فهو يقوم بهذه المهمة لأنه يتحمل دوام الحرية والدعوة إليها. ومادام الأديب قد وجد في الأصل ليعبر عن ذاته التي هي صورة عن ذات مجتمعه الذي يعيش فيه ويرتبط به، كان عليه أن يبقى مخلصا لهذه الذات، أي كان عليه أن يبقى مخلصا لهذا المجتمع، وعلينا مادام يتصف بهذه الصفات التي فرضتها عليه ذاته الأدبية أن نترك له الحرية لأنه لا يستطيع بدونها أن يبدع ويخدم رسالة مجتمعه، لكن إذا حدث أن تخلى الأديب عن آمال مجتمعه أو انحرف، يكون عندئذ قد تخلى عن حريته لأنه تخلى عن ذاته.

من جانب آخر يجب أن نحمي الأديب من قوى التخلف والشر والرجعية كي يستطيع أن يؤدي رسالته في تصوير هذه القوى الرجعية التي تعمل على نخر جسم المجتمع للحيلولة دون تقدمه، فمازالت هناك ألسن متخلفة تحارب الثقافة والأدب وتحرم كتب المبدعين وحفلات الفنانين، وهناك جمعيات دينية تضع الخطط وتنسق السياسات فيما بينها من أجل إلصاق الأديب والمبدع بالحضيض ومن ثم القضاء عليه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية