عندما أتابع ما يجري في العالم حاليا فيما يتعلق بجائحة كورونا التي عادت من جديد لتضرب العالم شرقه وغربه وحالة الارتباك التي تعاني منها حكومات دول قوية ومتقدمة أشعر بالراحة والرضا أنني أعيش في هذا البلد الذي لا يملك من الموارد والإمكانيات ما تملكه هذه الدول الكبيرة ومع ذلك يحقق نجاحا كبيرا في التصدي لهذا الوباء المرعب.
لكي نعرف الفرق بين ما نحن عليه وبين معاناة العالم في أوروبا التي تملك الجامعات ومراكز البحوث وشركات الأدوية التي تفوق ميزانياتها ميزانيات دول بأكملها علينا فقط أن نتابع ليوم واحد ما تكتبه الصحف البريطانية من مقالات وتقارير حول الفترة العصيبة التي تنتظرها المملكة المتحدة خلال الفترة الممتدة من الآن حتى مارس القادم.
عشرات المقالات والتقارير تنتقد أداء الحكومة وترفض الإجراءات التي وضعتها من أجل التصدي لتفشي الوباء الذي يتوقع له أن يصيب خمسين ألف مواطن خلال يوم واحد مع وقوع مئتي وفاة كل يوم حسب التوقعات لشهر أكتوبر القادم.
نحن في نعمة لا يقدرها إلا من يفقدها وهي نعمة الأمن والأمان التي نعيشها ولا يستطيع غيرنا أن يشتريها بمليارات.
بالأمس نشرت وسائل إعلام أجنبية صورا عن حالة الخوف والهلع التي جعلت المواطنين في بريطانيا يهرعون إلى المحلات ويقومون بكنس كل ما فيها من بضائع خوفا من ألا يجدوها غدا في ظل هذه الجائحة الخطيرة.
إن حياتنا في مملكتنا الجميلة كانت ومازالت في ظل الأمن والأمان الذي لا يجده غيرنا نتيجة الحرب أو نتيجة الوباء، فحكومتنا لا تطلب منا سوى أن نهتم بأنفسنا وعوائلنا، لا تطلب منا سوى أن نكون على المسافة الآمنة من بعضنا البعض وأن نتبع تعليمات النظافة التي تقينا من هذا الفيروس اللعين وهذا أقل ما يجب أن نقوم به كمواطنين.