+A
A-

فريسكا يقدم فيلمه “عَشَرَة 10”.. عندما نتخيل أننا الأهم بين الجميع

شاهدت أثناء حضوري مهرجان العين السينمائي في 2019 فيلم المخرج المصري المبدع يوسف فريسكا "رقصة للحياة"، ومنذ تلك اللحظة عرفت بأنني أمام مخرج واعد، يعرف كيف يقدم الفكرة في طرح أفلامه، إضافة إلى روحه الحلوة التي هي كالمرآة لداخله.

وهو فنان ومخرج مبدع يقدم تجاربه بخطوات ثابتة، وأخيرا سنحت لي الفرصة مشاهدة حصرية لفيلمه الجديد “عَشَرَة 10”، المقرر طرحه بدور العرض وفي المهرجانات السينمائية العربية والعالمية قريبا، إذ يعد فريسكا كتلة من النشاط في مجاله.

والفيلم الجديد من بطولة: غادة قطاطة، هيام صبري، عز الدين عمر، أحمد عبدالله، وائل شاهين، محمود بسيوني، منى المحمودي، عمر فيصل، طارق ابوالسعود ونرفانا نوير، مدير التصوير عصام سعيدي، وهو من تأليفه وإخراجه.

ويبدأ الفيلم في مكان مجهول ومظلم كناية عن المصير المحتوم أو الوضع الذي توضع فيه، 10 أشخاص بمختلف الجذور في هذا المكان الغامض وتبادر أحدهم بالسؤال أين أنا؟ وما هذا وهنا تطرح انت كمشاهد نفس السؤال، إذ يدخل يوسف إلى عقلك بهذا السؤال، يدور هذا السؤال بصورة مريبة بين الجالسين وحينها تكتشف الأشخاص من خلال الحوارات، وطريقة نبرة الصوت التي تعرف عن جذور كل شخص، ووسط كل هذه الأسئلة تنفك رموز الأشخاص ونعرف كل شخص منهم بين المثقف والهادئ والمزعج.

وتتسارع الأحداث مع الحوارات، ونكتشف كثيرا عن هؤلاء الموجودين عندما يبدأ كل واحد منهم في الكلام، فالمخرج قدم لنا أشخاصا ربما يتشابهون في اللبس ومكان وجودهم لكنهم أبدا ليسوا بنفس الجذور، وعندما يكتشفون أن شخصا واحدا منهم فقط سيعيش ويخرج من هذا المكان ويتبارى كل شخص منهم لتوضيح أهميته وأحقيته في الخروج من هذا المكان، الذي يعتبر كناية عن الحياة التي نعيشها، والتي تتطلب الشجاعة والقوة للاستمرار، ما بين الآمن والتعليم والموسيقى والنائب والإعلامي والطبيب والمثقف والمخرج السينمائي وصراع مشاهير السوشيال ميديا.

أجواء رائعة مصغرة لما نعيشه في مجتمعاتنا العربية اليوم وتقديم كل واحد لنفسه بأنه هو المهم، عشرة بين عشرة أشخاص نعيش معهم كل يوم في دائرتنا المزعجة، وفي النهاية تكتشف أنهم مجرد شيء بلا قيمة ليبدأ الصراع معهم أساسا.

وفي تصريح خاص لـ "البلاد" قال المخرج يوسف فريسكا عن الفيلم "إنه يعتبر التجربة الأفضل له لتوافر جميع عناصر النجاح في صناعته، إذ إنه كان محظوظًا بجميع فريق عمل الفيلم من المحترفين والممثلين بموهبتهم الفريدة والقوية"، وأردف "تم تقديم الفيلم إلى مهرجانات مهمة عربية وعالمية و سيتم إعلان المهرجانات المشارك بها الفيلم قريبًا على صفحة الفيلم الرسمية". وأضاف ”الفيلم لمن شاهده حاليا فكرته تميل إلى الخيال وغريبة بعض الشيء لعدم تشابهها مع أي فكرة فيلم عربي أو غربي من قبل، ويدور في مكان غامض ومظلم مليء بعشر شخصيات مختلفة، فقط الأقوى والأكثر شجاعة الذي سيظل على قيد الحياة ويخرج منه، وهو من إنتاج هيام صبري، وشارك في كتابة النص محمود بسيوني، ليكمل اللوحة الفنية مدير التصوير عصام سعيدي بتصويره الفيلم.