+A
A-

ارتفاع أسهم الدورات الإلكترونية بسبب الجائحة مع أسعارها المعقولة

لا تزال تأثيرات جائحة كورونا تسيطر على العالم فبعد تعليق الدراسة وتحولها إلى العالم الافتراضي جاءت العطلة الصيفية والتي تعتبر المتنفس الوحيد لجميع الطلبة بطابع إلكتروني أيضًا، مسافات البلاد كانت بين مقدمي الورش الصيفية والدورات التعليمية وطرحت عليهم سؤال: ما هو رأيكم في تحول الأنشطة الصيفية إلى العالم الافتراضي؟:


حاجة ماسة

قالت فاطمة سالم وهي تربوية ومقدمة فعاليات: "إن تحول الأنشطة الصيفية إلى أنشطة إلكترونية جاء نتيجة حاجة ماسة بالتزامن مع الفترة الاستثنائية التي فرضها علينا انتشار فيروس كورونا كوفيد 19 في العالم أجمع ونتيجة لتلك الفجوة التي خلقها هذا الوضع كان لابد من استخدام منصات وتطبيقات وبرامج إلكترونية تساعدنا في تقليص هذه الفجوة، وفكرة استخدمنا هذه الأدوات لنردم فجوة التعلم عن بعد ولنستثمر الاوقات الطويلة التي نصادفها سواء أكنا أولياء أمور أم كنا أطفال. والأمر الجيد هو أننا بشر قادرون على تطويع أنفسنا والاستعداد بها لنسد كل نقص بقدر الامكان، من رأيي أن هذا التحول جميل وجاء معبرًا لقدرة الانسان على التكيف والمرونة في خلق بدائل قد لا تغني ولكنها تساهم في سد الفجوة.


مشاركة ذوي الهمم

أما إيمان البلوشي وهي مقدمة أنشطة وورش إلكترونية فترى: "قد يظن البعض أن فكرة تحول الأنشطة الصيفية إلى أنشطة إلكترونية تفقد محورها الأساسي، ألا وهو تطوير المهارات الاجتماعية والإبداعية. ولو نظرنا إلى هذه الأنشطة الصيفية الإلكترونية بتمعن أكثر، لوجدنا الأطفال متشوقين للحصص الافتراضية وللقاء أصدقائهم في عالم افتراضي فريد من نوعه. ففي حين مازال الجانب الاجتماعي موجود في هذه الأنشطة، لمستُ تألق الأطفال الخجولين خلال هذه الأنشطة والصفوف الافتراضية وبطريقة أو أخرى ساهمت هذه اللقاءات الافتراضية في تعزيز الثقة عند الطالب وتنمية دافعيته في التحدث والمشاركة. والجدير بالذكر أن هذه اللقاءات الافتراضية سمحت ولأول صيف لأطفال ذوي الهمم المشاركة بالأنشطة الصيفية بكل سهولة، فليس هنالك داعي لترتيب المواصلات والإجراءات الأخرى لمساعدتهم على التنقل، فقد أصبح حضورهم لهذه الأنشطة أسهل. وفي حين أضاف حضورهم لهذه الأنشطة البهجة والإحساس بالمساواة في قلوبهم، تعلم بقية الأطفال أصول الشمولية بالمجتمع وآداب احترام وتقدير جميع أفراد المجتمع بالرغم من اختلافاتنا.


قلة التكاليف

ويجد علي بوحسن مدرب ومقدم دورات تعليمية أن تحويل الدورات التعليمية والأنشطة الصيفية إلى العالم الإلكتروني بالنسبة له ليس شيئًا جديدًا، فقد قدم العديد من الدورات التعليمية والآن الأنشطة الصيفية للصغار عن طريق الفضاء الإلكتروني، ولكن الفكرة لم تكن مقبولة من قبل الكثيرين حيث أنهم كانوا متخوفين من طريقة التعليم والتطبيق خاصة في الدورات العملية، ولكن كما يقال رُبَ ضارةٍ نافعة فبعد أن جاءت جائحة كورونا وتم إيقاف التعليم في المدارس من قبل وزارة التربية والتعليم وتحول إلى النظام الإلكتروني، ارتفع سوق الدورات عن بُعد، فقد أصبح الوضع إجباريًّا لكل من لم يكن مقتنعًا حينها ولكن الأمر برمته اختلف بعد خوض التجربة.

الجدير بالذكر أن تكاليف الدورات الإلكترونية مقارنة بدورات الحضور أقل بكثير، فالعديد من المصروفات يتم تقليصها كقاعة التدريب والضيافة والمواصلات، أيضًا بالنسبة للأنشطة الصيفية فلم يعد هناك أي تكاليف لتوفير مواصلات للأطفال الصغار والتأكد من موضوع الأمن والسلامة. أرى أن الدورات الإلكترونية لها مستقبل كبير وواسع خاصة بين المدربين في مختلف المجالات وبأنها في المستقبل القريب جدًا ستنافس دورات الحضور أيضًا.