العدد 4300
الخميس 23 يوليو 2020
banner
لنسرق لحظات العمر الباقي في التفاؤل
الخميس 23 يوليو 2020

مشاهدة السلوك البشري بوجه خاص مسألة معقدة جدا، وكأنها عملية تحكمها معادلات إحصائية تحدد لنا النتيجة التي يلزمنا أن نخرج بها، فلا نأخذ الفروق العرضية على أنها فروق جوهرية، ولا الجوهرية على أنها عابرة، وأشهر ميادين الموت الشائع الذي يقع فيه الإنسان القلق والتفكير الذي يمزق العقل كما تمزق العواصف الشباك، ومن ينجح في خلع نافذة القلق من حياته سيبتسم له الصباح والمساء.

إن معظم الأمراض التي تصيب الناس كما يقول علماء النفس وأبرزهم الدكتور فنسنت مردها القلق، فكثير منهم أصيبوا به منذ زمن طويل ولا يزالون يرزحون تحت هذا الكابوس الذي إن لم يستطيعوا الخلاص منه سيجر عليهم وبالا ويأتيهم بأسوأ العواقب.

إن القلق لم يولد مع الإنسان، ولم يولد الإنسان حزينا كئيبا ممتلئ الرأس بالأفكار والهموم، إذا القلق عادة مكتسبة سببها الظروف التي تحيط بالإنسان في حياته، وكل عادة مكتسبة كما هو معروف يمكن الإقلاع عنها إذا كان لدى المرء العزيمة الصادقة والثقة بالنفس، وقبل كل هذا يجب أن يكون لديه اعتقاد متين في الله سبحانه وتعالى وإيمانا راسخ بقدرته على تغيير كل شيء، وهكذا فإن علماء النفس  الذين أمضوا أياما بل شهورا وسنين في بحث هذه المشكلة التي أصيب بها البشر من قدیم الزمان، تمكنوا من الوصول إلى معرفة الأسباب الرئيسية التي تجعل المرء فريسة للقلق والتفكير وأهمها الوحدة، الحزن، مرض مزمن، توقع الشر، توتر الأعصاب.

 

هذه البنود من أهم الأسباب التي تخلق القلق والاضطراب لدى الإنسان، لا يشترط أن تكون جميعها في شخص واحد، فإنها لو اجتمعت، كافية لأن تقضي على أي إنسان بسرعة، بل إن واحدا منها يفضي بالمرء لأن يكون فريسة القلق، وهكذا... على الإنسان أن يحرك المياه في جداول حياته، ويسرق لحظات العمر الباقي في التفاؤل والفرح، فمن يدري، لعل الموت فوق العتبات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .