+A
A-

الحكايـات الشعبيـة.. موسوعـة متكاملـة

يدرس كتاب "الحكايات الشعبية المغربية" لمصطفى شادلي، وترجمة سعيد جبار وليلة أحمياني، الحواديت العجيبة ذات التقليد الشفهي في الثقافة الإسلامية العربية، وفي اللهجة المحلية المغربية والأمازيغية، ومن أجل ذلك اعتمد الكتاب على متون، تمثل خاصيتين أساسيتين هما التجانس وتمثيلية الجنس والنمط، وهو ما نجده تحت توليفات مختلفة وموضوعات معروفة في الأدب الشفهي ذي الأصول الهندو - أوروبية

حافظ الكتاب على الجسور المفتوحة مع المتون المغربية، لباحثين كبار ممن يغطون فترة واسعة تمتد من أواخر القرن التاسع عشر إلى أواسط القرن العشرين، إنها نصوص مهمة بالنسبة لباحث، سواء كان فولكلورياً أو لسانياً، سيجد فيها المعلومات المرجوة من خلال عينات غنية ومتنوعة لنصوص تقوم على لهجات ومنطوقات، عادات وأعراف، طقوس وممارسات، خرافات وأساطير، وحكايات ونوادر، من مختلف مناطق المغرب، أضف إلى ذلك أن هذه النصوص تبقى وفية للتقليد المقارن

بالموازاة مع هذا الانفتاح على النصوص القديمة، انفتح الكتاب في اتجاه النصوص المعاصرة، وباستثناء النصوص المغربية لكل من بنشمهور والخطيبي والمرنيسي ولوجيل فإن النصوص الأخرى تتمثل كتجميعات للنصوص المغربية الممتدة بين الحكاية والخرافة، ومن الخرافة إلى الخبر الديني أو الاجتماعي، ومن هذه المواجهات النصية الدائمة والمتكررة، انطلقت معرفة مؤلف الكتاب بعالم خطاب الحكاية الشعبية

كان الهدف من ذلك هو اكتشاف البنيات السردية والخطابية وحتى النصية للحكاية العجيبة المغربية ذات الأصول العربية أو البربرية، وتوضيح محيطها الأنثروبولوجي، عن طريق الاستعانة بالموسوعة الثقافية، أضف إلى ذلك كشف البعد الرمزي المتضمن في النصوص، ومن هذا المنظور تطرح الحكاية كبناء لعالم منظم ومنسجم، وهي واحدة من تجلياته الرمزية، وتقرأ بالتالي باعتبارها خطاباً دالاً بوضوح على الإنسان وعلى العالم، ولا يمكن تجاهل الصعوبات المختلفة التي واجهت الباحث​