اتفق الزعيمان ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، على ما يجمع بينهما من صداقة عريقة، فإذا كان الرئيس الصيني قد قال إن جلالته صديق قديم للشعب الصيني، فقد أكد جلالة الملك المعظم على هذه العراقة بالتفاتة إلى أول شحنة ألمنيوم أرسلتها البحرين للصين في سبعينات القرن الماضي، وبإشارة جلالته إلى تزامن زيارته للصين مع قيام “طيران الخليج” بإطلاق رحلاتها الجوية المباشرة لمدينتي شانغهاي وجوانزو، ليبرهن البلدان أنهما يسلكان الطريق الصحيح في تنمية العلاقات بمجالاتها الواعدة، وهو ما اتضح فيما تم التوقيع عليه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين شملت مختلف مجالات التعاون الاستثماري والاقتصادي، والصحي، والصناعي والتكنولوجي، والتجاري، والتقني، ومجال الفضاء، والإعلام، والمجال التعليمي من أجل تحقيق أهداف وتطلعات البلدين.
جسد البيان المشترك هذا الازدهار والتطور الكبير الذي تتسم به علاقات البلدين منذ إقامتها دبلوماسيا العام 1989، وذلك باتفاقهما في هذا البيان على إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وتعزيز التعاون الودي بينهما في المجالات كافة على نحو شامل، بما يخدم الشعبين بشكل أفضل.
عكست مباحثات جلالة الملك المعظم والرئيس الصيني والبيان المشترك التقدير والدعم المتبادل والرغبة المشتركة في الارتقاء بالعلاقات، وأهمية القمة العربية المنعقدة في البحرين في 16 مايو 2024 بما طرحته من قرارات ومبادرات لتطوير سبل التعاون بين الدول العربية والدول الصديقة؛ لحفظ الأمن والاستقرار الإقليميين وتحقيق الرخاء لشعوب المنطقة، وهو ما كان محل إشادة وتقدير من قبل الرئيس الصيني.
إن أحداث قطاع غزة الدامية لا تفارق اهتمام جلالة الملك المعظم رئيس الدورة الحالية للقمة العربية في كل لقاءاته وتصريحاته، حيث حث جلالته المجتمع الدولي ومجلس الأمن على ضرورة اتخاذ موقف حازم لوقف الحرب على غزة.
يدرك الزعيمان ما للقضية الفلسطينية من أهمية خاصة وأولوية متقدمة، وقد حرص جلالة الملك المعظم على الإشادة بموقف الصين في مجلس الأمن المؤيد للوقف الدائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
جدد جلالة الملك المعظم أمس رغبة مملكة البحرين ومسعاها لعودة العلاقات الدبلوماسية مع إيران كجارة، مرحبًا جلالته بدعم الصين لهذا التوجه الرامي لإرساء السلام وعودة الاستقرار في المنطقة، وكان واضحا من البيان المشترك أن ما تستند إليه علاقات البلدين من احترام متبادل ومبدأ التعامل مع بعضهما البعض على قدم المساواة، وما تتسم به من تفاهم كبير إزاء مختلف القضايا يشكل مرتكزا مهما في تطوير علاقات التعاون المشترك في مختلف المجالات وفي مساعيهما المتواصلة ودورهما الفاعل في ترسيخ التعايش وإقامة علاقات صحية وإيجابية بين مختلف الدول.