العدد 4221
الثلاثاء 05 مايو 2020
banner
د.حورية الديري
د.حورية الديري
اليوم هو... يوم جديد
الثلاثاء 05 مايو 2020

استوقفتني العديد من حسابات التواصل الاجتماعي للعديد من الشخصيات، وهي تطرح المبادرات الفردية والجماعية ذات المضمون النوعي التخصصي، والتي ازدادت وتيرتها بالتحديد مع بداية أزمة كورونا وما تلاها من إجراءات حكومية وحملات توعوية للحد من انتشار الفيروس والقضاء عليه.

الكثير من تلك المبادرات انطلقت في البحرين بالتزامن مع حملة مجتمع واعي، وخلك في البيت، وهي تحمل عدة مضامين ترتبط بالقيم والمبادئ في واقع الأمر لأولئك الذين يقومون بترجمتها إلى واقع عبر رسالتهم في الحياة، والتي تنطق بما يخطّون لأنفسهم من أدوار ومهمات.

توقفت عند الكثير من تلك الصفحات الإلكترونية في الحقيقة، وأمسكت القلم لأحصر فقط كل من يطلق المحاضرات وورش العمل أو الملتقيات أو حتى الأفلام التوعوية، فوجدت ما لا يقل عن ٣٥ حسابا محليا نشطا ممن نتابعهم ونعرفهم يتحدثون في آن واحد - وبشكل يومي - عن البحرين وأزمة كورونا، وذلك باختلاف تخصصاتهم وفئاتهم المستهدفة، هذا وإننا نتحدث عن مشاركات شخصية، ناهيك عما تطلقه المؤسسات المختلفة، حتمًا سنجد أنفسنا بين خيارات أرحب وأشمل.

الحديث هنا ليس عن الحسابات فقط، وليس عن البرامج التي تطلقها تلك الحسابات ومدى نجاحها، إنما الحديث بالتحديد عن الترجمة الشعورية الرائعة والعميقة حول أسباب التركيز من قبل المشاركين أنفسهم في هذا النشاط إن صح لنا التعبير بالتسمية، ليكشف لنا جوانب تميزهم في توجيه رسالتهم في الحياة والمرونة في تكييفها كي تعبر مسارات عدة حسب المتغيرات والظروف لتحقق الغاية منها، حيث إنهم يحققون ولادة شعور الرضا والتحفيز الذاتي الذي يعزز تلك الرسالة التي استطاعت تحقيق غايتها، ولا تتوقف بمجرد اعتراضها مع ما يستجد من أحداث ومتغيرات عالمية.

وهنا يظهر لنا الفارق الكبير بين هؤلاء وهم مثال في هذا المقال لمن يتقن توجيه رسالته وغيرهم كثيرون في مجالات أخرى، وبين من يقف محتارًا في توجيه مساره لأنه غير معتاد على تغيير الاتجاه والطريق، فيبقى منتظرًا حتى ينفتح له الطريق الذي اعتاده، متناسيًا قدراته وما يملك من أسرار، وبين طرف ثالث أعياه الانتقاد وبات تركيزه في أفق محدود، الأمر هنا لا يقف عند شخص بذاته، إنما يتعلق بالتركيز والاستعداد والاستحضار الدائم: من نحن؟ وماذا؟ ولماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ عندما تجد الإجابة السهلة والصعبة في ذات الوقت، تأكد أن مسارات حياتك ستكون مفتوحة، ومهما أُغلقت إحداها ستجد في غيرها أكثر تفاعلاً وحماسًا، بل ربما تكتشف مسارات جديدة في حياتك تدفعك إلى تحقيق مكاسب نوعية تبقيك في جسد التاريخ بصمة وأثرا، كل ذلك يتطلب إدراكا حقيقيا لإمكانية توجيه رسالتنا بكل مرونة، كي تتقبل الواقع ويتقبلها، فما مضى مضى وما كان بالأمس انقضى... واليوم هو يوم جديد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية