تتعدد صور مشاركة المرأة البحرينية في مختلف مجالات التنمية وبرامجها، ولم يبرح التاريخ بعيدًا إلا وهو يؤكد حضورها المتجدد في كل ما تسطره أمجاد البحرين العريقة بشعبها الوفي، والفضل في ذلك يعود لقيادة مدركة لأهمية كل عنصر في المجتمع وأحقيته في المشاركة ورسم الأثر روحًا وفكرًا وعملاً.

وحين بدأت مرحلة الاستثمار في العقول البشرية كنا نسير بوتيرة “اعمل واجتهد” كي نكون معًا في النماء والتطوير.. يدًا بيد نصنع تاريخ الوطن.. جميعنا للوطن والوطن لنا جميعًا.

واليوم، وبعد مراحل مليئة بالفرص والتحديات، الإنجاز وقيمة الإنجاز، وصلنا ونحن في قمة الازدهار لمواجهة أكبر جائحة يمر بها العالم، وحان الوقت لظهور حصيلة الاستثمار.

لا أعلم بنسبة من يتفق معي هنا حول فن اكتشاف الطاقات وتوظيفها بشكل ذكي يساعد في الوقوف أمام كل تحدٍ أو أزمة، وطنية كانت أو عالمية، مهما كان منحاها، وأساليب إدارتها تُظهر مستوى الخبرة ومستوى الطاقات البشرية وما تمتلك من قدرات تؤهلها للعمل نحو تجاوز التحدي والاستفادة منه لتحويل الصعب فنًا لصناعة بطولة تاريخية.

لنقترب أكثر نحو الحدث.. في ظل أزمة الكورونا سجلت المرأة البحرينية العديد من المآثر التي تستحق التوثيق، ومازالت، إذ أثبتت جدارتها في كل موقف وموقع، نجدها في مقدمة صفوف إدارة الأزمة، واليد التي تداوي وتعالج، وتقدم العون والمساعدة، والأم التي ما برحت تحتضن أبناءها كي يجتازوا الفترة بدروس وعبر.

وها قد تجاوزت المرأة البحرينية مستوى التوقع، ورأينا المرأة تتصدر جميع البرامج التي يطلقها الفريق الوطني لمكافحة فيروس كورونا، والحملات المساندة التي أطلقتها كل الجهات الحكومية والخاصة... تقدم خبراتها في وقت هي أهل له، تسجل بطولاتها من داخل بيتها كأم وموظفة تنجز أعمالها من المنزل، أو ركيزة أساس ضمن الفريق الوطني تقوم بعدة أدوار، ونراها متطوعة في مجالات عدة غير مكترثة إلا بحب الوطن.

كل ذلك، دليل قاهر على جدارة المرأة البحرينية واستحقاقها الدور الحيوي الذي تقوم به، حيث قدراتها الخارقة على القيام بعدة مهام في وقت واحد وإتقانها بنسبة عالية، ما يؤهلها للقيام بعدة أدوار تجعلها تتقن فن إدارة الأزمات إن وجدت، وليكتب لنا التاريخ.