العدد 4214
الثلاثاء 28 أبريل 2020
banner
ولاة الأمر في السعودية عزوتنا
الثلاثاء 28 أبريل 2020

لم تمض سوى سويعات تعد على أصابع اليد الواحدة من الرسالة الصوتية التي انتشرت في جميع أنحاء السعودية من قبل المواطن البحريني يوسف من سكنة قرية المالكية، ناشد فيها الجهات المختصة بإيجاد مسكن مؤقت في ظل إغلاق جسر الملك فهد كإجراء احترازي لمواجهة تداعيات فيروس كورونا، حتى تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في إصدار توجيهاته الكريمة بحل مشكلته على الفور.

الفزعة السعودية للضيف ليست مستغربة على أهلنا هناك، فبمجرد انتشار الرسالة الصوتية هب أهل السعودية في المنطقة الشرقية، مكان وجود يوسف المؤقت لظروف خاصة، هبة رجل واحد وغرق هاتفه بسيل من المكالمات التي تفيض منها مشاعر الخجل لمكارم الضيافة الحاتمية لأهل السعودية “حياك عندنا يا اخوي. أنت بين أهلك وربعك”.

المواطن الملكاوي ارتقت أعلى درجات مستويات السعادة لديه عندما أتى إليه وكيل إمارة المنطقة الشرقية الذي قال له حرفيا “آتيت لك مفوضا من سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بعد أن وصلت مناشدتك اليهما، للعمل على تسوية جميع الأمور لحين عودتك إلى بلادك سالما”.

لم يستطع يوسف ان يكتم دموع احتضان همومه من قبل ولاة الأمر في السعودية، الذين لا يرضيهم أبدًا ان يضام ضيف على أرضها، فما بالك والضيف هو ابن عمومتهم البحريني.

والحق أن لقصة يوسف واخوته السعوديين عبرة مفادها أننا كخليجيين وعرب لن نجد من يرفع عنا اشتداد الضيم والقهر في ديار الغربة، إلا من كانوا على نفس طينتنا وطباعنا العربية الأصيلة وعرقنا المشترك الضارب في شبه الجزيرة العربية، فعاش الوطن وعاشت عزوتنا السعودية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .