العدد 4209
الخميس 23 أبريل 2020
banner
تتزوجيني؟
الخميس 23 أبريل 2020

قد تكون هذه الفرصة الذهبية والأخيرة لشبابنا في خطب ود عشيقاتهن بـ “الحلال”، وحينما أقول عشيقات، فأنا أقصدها تماما ولغاية في نفس يعقوب.

أقول عشيقات؛ لأنك تعرفها عز المعرفة، وربما كانت بينكما صولات وجولات غرامية، قبل أن تتقطع بكما السبل للقاء مجددا بسبب عشعشة غراب البين (كورونا) الجاثم على قلوب العالم.

أقول عشيقات؛ لأنك لن تضطر ونحن في هذا الوقت الصحي العالمي المتأزم بأن تحجز موعدا “شرعيا” لمقابلة الخطيبة المحتملة وتجرجر خلفك أهلك لمنزلها، وتعرض المرافقين لك وأهل المرشحة العروس لخطر الإصابة بالفيروس لمقابلة من المرجح كثيرا أنها لن تسفر عن إدخال خاتم الخطوبة الذهبي في إصبعها.

وأكاد أكون جازما أن هذا هو الوقت المثالي لمن يشعرون بالوحدة العاطفية لممارسة هذا الجو الروحاني الحلال في مثل هكذا أجواء تحتم على الناس الاختباء في المنزل، إلا أن الاختلاط “الشرعي” الجديد الذي ستقضيانه معا بعيدا عن أعين الناس الفضولية في شهر العسل المنزلي له لذته ورعشته الخاصة كـ “بلابل” متزوجين حديثا.

ولا يؤخذ كلامي من قبل المتصببين شوقا للزواج على أنها دعوة عاجلة لمباغتة فتاتهم المفضلة برسالة “واتساب” مشفوعة بابتسامة خبيثة: “ويش، تتزوجيني؟”، فإن لم تُصب المسكينة بجلطة دماغية وتسدحها أرضا بعرضك السخي والمفاجئ في الحال، فإنك حتما سوف تقتلها فيما بعد إذا كنتَ غير مهيئ وجدانيا أو ماليا للإقدام على قرار من هذا النوع، فقط لأنها فرصة سوف تجنبك دفع حزمة من البذخ على المعازيم أو صالات الزواج.

وهذا يقودني إلى ضرورة إعادة النظر في الإبقاء على المعازيم “شهودا بعيدين”، حتى مع القضاء على الفيروس بشكل نهائي والاكتفاء بإرسال تهنئة نصية للعريسين، وادخار المال الذي كان سيصرف على موائد اللحوم والأماكن الفخمة لإقامة الحفل على مستقبل هذين الشابين في بناء عش زوجي سعيد ومستقر يقوم أساسه الأول على التفاهم والحب والثاني صرف المال في مواضعه الصحيحة وليس عبر محاولة إبهار صديقات العروس في حضور حفل زواج خرافي تم تسوله من البنوك وسيذعن المسكين في سداد أقساطه ولو اضطره ذلك للسكن في “خرابة”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .