العدد 4202
الخميس 16 أبريل 2020
banner
رسالة إلى حفيدي
الخميس 16 أبريل 2020

لا أعلم حقا من تكون: اسمك/‏ جنسك أو حتى عمرك الذي سيمسح لك بفهم هذه الرسالة، ولكنني سأكتبها على أي حال، بعد أن أخذت الإذن من أبيك والبالغ عمره وقت كتابة هذه الفقرة سبع سنوات فقط، وهو يأكل بنهم شديد بعض قطع البيتزا.

عزيزي الحفيد الذي أحسبه وسيما مثل جده، أتفهم جيدا أن ما سأقوله غريب بعض الشيء وأكاد أتخيلك أنك بعد قراءة سطرين من الرسالة سوف تحول عينيك الجميلتين إلى عيني ضفدع لثوان معدودة. امزح يا حفيدي، فنحن في حالة اجتماعية جماعية، تستدعي بعض الفكاهة، فجدك ومعه جمع غفير من العالم يشهدون حالة استثنائية تسبب به وباء مفاجئ اسمه كورونا قادم من الصين، وأقعدهم في بيوتهم.

لا يا بني، لا تشعر بالأسى على جدك، فالوباء ورغم أنه كان نزوله أشبه باللعنة، إلا أنه ساعدنا على نفض ما بدواخلنا وسمح لنا بإعادة هيكلة تفكيرنا للحياة. لقد قربني هذا الوباء المقيت /‏ المفيد كثيرا من أبيك، وصرت على سبيل المثال أصطحبه معي لرياضة المشي لمدة نصف ساعة في محاولة مني لتعويض ما كان تقصيرا مني قبل نحو شهر من عدم وجودي المستمر بجانبه.

لا أدري يا حفيدي في أي سنة ضوئية ستصلك هذه الرسالة، ولكن أعتقد جازما أن الحياة التي تعيشها الآن أكثر إترافا وليونة من حياة جدك، واعلم جيدا أن الحياة لا تستحق أن تكون بعيدا عن أبنائك وعائلتك مهما عظمت مشاغلك الدنيوية، وأن أبناءك هم سندك بقدر ما تعطيهم من حب وتقدير واهتمام، وستجني ثمار ما أطعمته وسقيته ولو بعد حين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية