+A
A-

المافيا.. كورونا لم يكبح نشاطها وتدعو للشغب مع توقف الحياة بإيطاليا

في وقت تتوقف به مظاهر الحياة الطبيعية في إيطاليا مع تفشي وباء كورونا المستجد "كوفيد 19" والذي أصاب آلاف الإيطاليين يبرز الحديث عن أعمال عصابات المافيا الإيطالية التي تنشط على نطاق واسع داخل مناطق عدة في البلد المنكوب بالوباء.

مع حجم أرباح يتخطى نحو 53 مليار يورو سنويا، بحسب تقديرات أعدتها مؤسسة أبحاث Demoskopia، فإن أعمال المافيا الإيطالية قد تتأثر بشدة مع تراجع النشاط الاقتصادي للبلاد على خلفية جائحة كورونا، بحسب تقرير صادر عن Risk Screen وهي مؤسسة قانونية خاصة بتتبع الأنشطة المالية غير القانونية تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها.

ضربة قاصمة

ويقول التقرير إن أعمال المافيا الإيطالية قد تتلقى ضربة قاصمة مع ظروف تشغيلية صعبة لأعمالها في خضم انتشار الوباء بالبلاد والذي اضطر السلطات الإيطالية إلى اتخاذ إجراءات صارمة بفرض البقاء في المنزل وإغلاق الشركات والمحال لأبوابها ما سيؤدي إلى تراجع حاد في الأنشطة الاقتصادية بالبلاد والتي ستلقي بظلالها بالتبعية على الأعمال غير الشرعية لعصابات المافيا.

وإيطاليا هي رابع أكبر اقتصاد في أوروبا ويقدر حجم الناتج المحلي السنوي لها بنحو تريليوني دولار أي أن أعمال المافيا الإيطالية تشكل ما نسبته 2.7٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

أعمال لم تتوقف

ويضيف تقرير Risk Screen "عصابات المافيا الإيطالية مثل مافيا جزيرة صقلية تهرب البضائع غير الشرعية بما فيها المخدرات من خلال طرق ومسارات شحن بحرية لم تتأثر حتى الآن بسبب الوباء العالمي، ولكن تفاقم الأوضاع قد يضر في نهاية المطاف بتلك التجارة والتي توقفت بعد منها بالفعل".

ولكن تقرير نشره موقع The Daily Beast يشير إلى أن أعمال المافيا الإيطالية قد تزدهر خلال الفترة المقبلة مع تراخي القبضة الأمنية وانتشار البطالة ما يعني قدرة تلك العصابات على ضم أعداد جدد من آلاف العاطلين المتوقع خروجهم من سوق العمل الإيطالي على خلفية انتشار جائحة كورونا.

ويبلغ معدل البطالة في إيطاليا نحو 9.8٪ بنهاية يناير الماضي فيما تبلغ معدلات البطالة في أوساط الشباب دون سن الخامسة والعشرين نحو 28.9٪ مع توقعات بارتفاع مطرد في تلك المعدلات مع تأثر أعمال الشركات الإيطالية بتفشي الوباء رغم إعلان الحكومة الإيطالية عن حزمة من المساعدات العاجلة للشركات المتضررة من الوباء.

ويشير التقرير إلى حالة من الاضطراب في الجنوب الإيطالي مع انتشار عمليات السرقة العلنية والنهب وسط غياب شرطي تام وهي الأعمال التي يعتقد أن المافيا تقف وراءها.

دعوة للشغب

وحذرت السلطات الإيطالية بالفعل من مجموعات يعتقد أنها تتبع المافيا تدعو إلى أعمال شغب في الشارع من أجل الاعتراض على الإغلاق التي تفرضه السلطات الإيطالية لمكافحة الوباء.

وتتراجع معدلات الإصابة بالفيروس في الجنوب الإيطالي ما يجعل هناك حالة من السخط الشعبي على إجراءات الإغلاق التي تتخذها الحكومة والتي تسببت في فقد مئات الوظائف للسكان المحليين في تلك المناطق.

ويقول جيوسيبي أنتوكي، رئيس جمعية Caponnetto لضحايا المافيا الإيطالية إن فكرة وقوف المافيا وراء محاولات انفجار الغضب الشعبي لها دلالات تاريخية ففي الوقت الذي عجزت به الحكومة عن تقديم الدعم للناس على الصعيد الاقتصادي على وجه التحديد ازدهرت أعمال المافيا الإيطالية بالقرن التاسع عشر.

ويتابع: "استغرق الأمر عقودا طويلة حتى تسنى للدولة بسط سيطرتها مرة أخرى.... فتأزم الأوضاع الاقتصادية يعني انضمام عدد لا بأس به من السكان المحليين الذين فقدوا وظائفهم في خضم أزمة الوباء إلى التشكيلات العصابية للمافيا... أعتقد أن أعمالهم ستزدهر خلال الفترة المقبلة بفعل تفشي الوباء".