5 آلاف دينار مفقودة و"الجعفرية" أوصت بفصل موظف

فوضى في استلام تبرعات المساجد ونفقات النثريات

إحالة ملف التحقيق للنيابة العامة لوجود شبهة جنائية

ثقب أسود ابتلع مبلغ يصل لأكثر من 5 آلاف دينار سدّدها مستأجر لأرض وقفية، ولكن لم تدخل الدنانير خزينة الأوقاف الجعفرية أو حسابها البنكي حتى أثير الغبار عن الموضوع فاضطر بطل القضية لإيداع المبلغ من جيبه الشخصي.

وبدا لافتا تسجيل قفزة بالمبلغ المحصَّل من صندوق النذورات والتبرعات بمسجد الشيخ عزيز بعد إزاحة موظف جمع المال، إذ ارتفع المبلغ من قرابة 7 آلاف دينار إلى قرابة 15 ألف دينار.

ملف بعدد كبير من الصفحات حصلت عليه "البلاد" يروي مسار هذه القضية التي خضعت لجولات من التحقيق الإداري.

وخلصت لجنة التحقيق –وفق صور ضوئية من محاضرها تنشرها "البلاد"- أن المتهم الرئيس لم يقر بتقصيره أو إهماله بفقدان مبلغ 5650 دينار، وبرّر اضطراره لتسديد نفس المبلغ المفقود من جيبه بأنه كان "للحفاظ والخوف على الموظفين".

الأوقاف الجعفرية حققت مع المتهمين بالواقعة، وقررت فصل بطل القضية، بسبب الإهمال وتزوير الوثائق الحكومية وكتمان الحقائق والسرقة والاختلاس.

كل هذه التهم الثقيلة وضعت أمام طاولة لجنة تحقيق إداري ثم مجلس تأديب شكله ديوان الخدمة المدنية. وتوصلت اللجنة إلى إيقاف بطل القضية عن العمل والخصم من الراتب لمدة 10 أيام عن المخالفات المنسوبة له.

وأحيل ملف القضية إلى النيابة العامة، ولكن بعد تعيين المجلس الجديد للأوقاف ذكرت المصادر أن المجلس قرر سحب ملف القضية، وجرى تسكين مؤقت للموظف المشكو ضده بمكتب مسؤول رفيع بالمجلس.

وتضمن تقرير لجنة التحقيق أقوالا من موظفين وقيادات بالجهاز الإداري بالأوقاف الجعفرية.

وكشفت أقوال الموظفين عن وجود تقاذف بين الموظفين المعنيين في استحصال مبالغ النذور والتبرعات من المساجد وعدم وجود مسطرة سليمة لمتابعة تقييد المبالغ وفوضى بنفقات النثريات.

وخلصت لجنة التحقيق بوجود شبهة إدارية وتورط عدد من الموظفين بالموضوع. ورأت إحالتهم للمساءلة التأديبية.

كما رأت إحالة ملف التحقيق للنيابة العامة لوجود شبهة جنائية.

ورأس لجنة التحقيق الإداري الرئيس السابق لقسم الموارد البشرية والخدمات الإدارية بالأوقاف السنية أحمد العكبري.

أما مجلس التأديب الذي شكله رئيس ديوان الخدمة أحمد الزايد فقد صدر بشأنه قرار بتكليف مدير إدارة أداء وعلاقات الموظفين بالديوان فريد عبدالرحمن عبدالله لرئاسة المجلس.

وتنشر "البلاد" أبرز المستندات التي حصلت عليها عن هذه القضية.