تعود إلى المنزل بعد انتهاء اليوم المدرسي، وهي في حال إعياء شديدة. آلام في الظهر، وشكاوى دائمة من الإرهاق. مازالت في الصف الرابع الابتدائي، ولكنها تعاني بالفعل هذه المشاكل الصحية.
أتحدث عن ابنتي أمل، وهي في ربيعها التاسع، المليئة بالنشاط والحيوية طوال الإجازة الصيفية، حتى بدأ العام الدراسي الجديد، فأصبحت طفلة خاملة لا تحب مزاولة نشاطاتها الرياضية كما السابق.
طلبت مني مرات عدة أن أسجلها ضمن الطالبات التي يحق لهن استخدام مصعد المدرسة أثناء ذهابهن للصف في الدور الثاني من المبنى المدرسي، لكنني ظننتها تبالغ في هذا الطلب، فاستخدام “اللفت” لا يحتاج ترخيصًا خصوصا في الأماكن العامة. وعندما استفسرتُ عن الموضوع، اكتشفتُ الحقيقة الصادمة!
في مدرسة ابنتي، والله أعلم عن المدارس الأخرى، تشترط الإدارة على الطالبات إحضار تصريح طبي من المركز الصحي لاستخدام المصعد، هل هي حقيقة أم إنها نكتة سمجة؟
تخيلوا أن طفلة تبلغ من العمر 9 سنوات تستخدم السلم لصعود طابقين بشكل يومي ومتكرر وهي تحمل هذا الوزن على ظهرها الهش!
مع الأسف، ثمة مشكلة مركبة تفرز صداعًا لأولياء الأمور وآلامًا للطلبة وربكة للمدرسة. كل ذلك بسبب الحقيبة المدرسية البالغ وزنها نصف وزن أبنائنا الطلبة في المرحلة الابتدائية.
كنت أتمنى أن أكتب عن الرياضة المدرسية، بدل الحقيبة المدرسية، لكن الأخيرة وعلى ما يبدو جزء لا يتجزأ من تراجع الدور المتوقع من وزارة التربية والتعليم الموقرة التي كانت في السابق منبع المواهب والنجوم الرياضيين.
أما الآن، فقد أصبحت المسألة معقدة، ويبدو أن الوزارة اعتمدت على الكم، ونسيت الكيف. والحق، الأرقام لا تكذب، ولكنها تخدع في الكثير من الأحيان. لذلك نحن في الكثير من الأوقات نسمع جعجعة، ولا نرى طحينًا!
ألم نستبشر خيرا بقرار تخفيف وزن الحقيبة وإلغاء الواجبات المدرسية في الفترة القليلة الماضية بعد تفاعل الوزارة مع أطروحات سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الساعية إلى تنشيط دور وزارة التربية والتعليم مع تطلعات مملكة البحرين الرياضية؟ لكن عادت حليمة إلى عادتها القديمة، حقيبة ثقيلة وواجبات منزلية!