+A
A-

هل ينتهك اختبار إيران الصاروخي قرار مجلس الأمن؟

صرح مسؤول أميركي لم تُكشف هويته لقناة "فوكس نيوز" أن إيران أجرت تجربة إطلاق صاروخ "شهاب 3" متوسط المدى، وهو ما قد يزيد من التوترات المتصاعدة بين واشنطن وطهران، حيث يلزم القرار 2231 الذي صدر عقب الاتفاق النووي عام 2015 إيران بوقف تلك الاختبارات.

ونقلت "فوكس نيوز" في 25 يوليو عن مسؤول كبير آخر في الإدارة الأميركية قوله "نحن على علم بتقارير عن إطلاق صاروخ من إيران وليس لدينا أي تعليق آخر في هذا الوقت".

وقال المسؤول الأول إن "عملية الإطلاق تمت الأربعاء 24 يوليو/تموز الجاري، وبمسافة حوالي 1000 كيلومتر من الجزء الجنوبي من البلاد إلى منطقة قريبة من العاصمة طهران، شمالًا".

وأكد المسؤول أنه يشتبه في أن الاختبار كان جزءًا من جهود إيران لتحسين مدى ودقة صواريخها.

كما نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول أميركي قوله إن "إيران أجرت مساء الأربعاء اختبار إطلاق صاروخ باليستي متوسط المدى بمسافة 1000 من نوع " شهاب 3" الذي لم يشكل تهديدًا للشحن البحري أو القواعد الأميركية، إلى أن تقييم الاستخبارات يفيد بأن هذا جزء من جهود إيران لتحسين مدى ودقة صواريخها".

انتهاك قرار أممي

يأتي هذا بينما أكدت واشنطن وحلفاؤها مرارا أن إطلاق "شهاب 3" ينتهك العقوبات وكذلك القرار الأممي 2231 الصادر عن مجلس الأمن بشأن إيران عام 2015.

وينص القرار على تجميد إيران تطوير واختبار الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية لمدة 8 سنوات.

كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق، إنه يفضل الإبقاء على الاتفاق النووي لكنه يريد إجراء محادثات جديدة لتشمل أنشطة الصواريخ البالستية الإيرانية.

وتصاعدت التوترات بين واشنطن وطهران منذ انسحاب الولايات المتحدة العام الماضي من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرض العقوبات بعد أن قالت الإدارة الأميركية إن الصفقة ستمكن طهران من إنتاج سلاح نووي في غضون بضع سنوات.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومسؤولون أميركيون آخرون قالوا إن اختبار إيران المستمر للصواريخ الباليستية ينتهك روح الاتفاق النووي حيث إنه يمكن طهران من استخدام التكنولوجيا لتطوير أسلحة نووية.

وتقول إيران إن برنامجها الصاروخي مخصص لأغراض دفاعية وترفض أن يكون ذلك انتهاكا للقرارات الأممية.

تعطيل منظومة صواريخ إيران

من جهة أخرى، اعترف قائد القوة الجو فضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زادة، في فبراير/شباط الماضي، بالتقارير التي أفادت بوجود برنامج سري أميركي لتعطيل منظومات الصواريخ الإيرانية.

جاء ذلك بعد تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في 13 فبراير/شباط الماضي، ذكرت فيه أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، نفذت برنامجاً سرياً لتعطيل اختبارات الصواريخ الإيرانية.

واعترف وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في حوار له مع شبکة "إن بي سي" الأميركية، باحتمال وجود عملية تخريبية أميركية أدت إلى إفشال المحاولة الأخيرة التي قامت بها طهران لإطلاق قمر صناعي.

وربطت الصحيفة تلك القضية بفشل محاولتين من قبل إيران لإطلاق قمرين صناعيين بواسطة صاروخين في غضون دقائق، وذلك في 15 يناير/كانون الثاني و5 فبراير/شباط، حيث ذكرت أن المحاولتين كانتا جزءاً من برنامج مستمر خلال السنوات الـ11 الماضية.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن 6 مسؤولين أميركيين أن واشنطن قامت بخلط قطع غيار ومواد مخربة في الأدوات الإيرانية المستوردة من أجل برنامجها الصاروخي الفضائي، ما أدى إلى إفشال إطلاق القمرين الصناعيين بواسطة صواريخ عابرة للقارات.

ويبدو أن تجربة إيران الأخيرة لإطلاق صاروخ شهاب 3 جاءت في سياق تحسين أداء ودقة تلك الصواريخ، بعد الفشل المتكرر في الاختبارات السابقة.