ماذا لو أصبح هناك تزاوج بين العنصر البشري والذكاء الاصطناعي الممثل في هيئة روبوتات؟ ماذا لو خرج علينا جيل جديد مهجن بين هذا وذاك، أتحدث عن فرضية لكنها قد تتحقق في غضون قرن من الزمان، ولا تحمل هذه الفرضية أي نوع من التهكم أو الاستخفاف بعقل القارئ إلا أنها جاءت حصيلة مراقبة شديدة لمجريات وتطورات الذكاء الاصطناعي الحاصلة في الخمسين عاما الماضية.
فمنذ خمسة عقود خرجت علينا أفلام هوليوود وتتحدث عن الروبوتات المنقذة التي تعمل جاهدة على إنقاذ البشرية من خطر الفناء من خلال مساعدتها مجموعات بشرية صغيرة تمثل محور الخير أمام محور الشر المنتشر في أنحاء المعمورة، ثم خرجت علينا مجموعة أفلام أخرى توثق مدى العلاقة بين الإنسان البشري والإنسان الآلي الذي يخضع لأوامر البشر ويتحول حسب حاجتهم من سيارة إلى دراجة نارية عودة إلى إنسان آلي حسب الحاجة في مشاهد تروي تناغما حقيقيا بين الجانبين.
الأخطر حاليا هي مجموعة الأفلام التي صدرت في العشرين عاما الأخيرة والتي تتحدث عن انفلات العنصر الآلي من قبضة العنصر البشري حيث يصبح المسيطر والآمر الناهي في مجمل المواقف بل إن هناك استعداء كبيرا من قبل الروبوتات تجاه البشر حيث يشعرون أنه تم استغلالهم طوال هذه السنوات وأن الفرصة حانت لرسم لوحة انهزامية للعنصر البشري مترجمة في مشاهد عبودية حقيقية يلعب فيها الروبوت دور السيد!
ووسط هذا الزخم نجد الروبوتات وقد أصبحت واقعا موجودا في عدد من الدول من اليابان إلى الشرق الأوسط إلى أميركا، ترقص الدبكة والعرضة وتقرأ الأخبار وتتحدث بلغات مختلفة ناهيك عن محاكاة مشاعر الإنسان وتصرفاته.
ومضة: إن تطور الذكاء الاصطناعي يضع البشر في ورطة حقيقية وقد نشهد خلال السنوات المقبلة ما تهيئ له هوليوود منذ عقود، حيث أؤمن من منطلق شخصي أن صناعة السينما في الخارج تعمل على توجيه رسائل خفية تترجم الفرضيات إلى واقع.