العدد 3813
الأحد 24 مارس 2019
banner
نساء‭ ‬خارج‭ ‬الجدول‭!‬
الأحد 24 مارس 2019

لسنا خارقات... نعم يا سادة نحن من دم ولحم ونتعب كثيرا وتمر أيام علينا ثقيلة نتمنى فيها رؤية غروب الشمس وانقضاء الليل حتى نصبح في يوم جديد قد يحمل طاقة مخالفة عما سبقه، لا أعلم لماذا يعتقد الجميع أننا نستطيع فعل كل شيء وفي أي وقت، صحيح أن معظمنا يعمل ويدرس ويربي وينجز الكثير من المهام الصعبة والمستعصية، لكننا مازلنا ضمن المنظومة البشرية يحدنا السمع والإبصار والأفئدة، فالفوارق بيننا تعتمد على قناعتنا الشخصية وإيماننا ويقيننا الداخلي بما نقوم به في حياتنا اليومية لا أكثر ولا أقل.

لكن يبدو أن عطاءنا اللامحدود صنفنا في فئة خارج الجدول الذي اعتاد عليه الجميع، ففقدنا الشعرة الفاصلة بيننا وبين غيرنا من بنات جلدتنا، فكل الأمور الصعبة تنجز بين أيدينا، وجميع الأفكار التي تسافر في خيالاتنا استطعنا ترجمتها إلى واقع، والأدهى أنه وسط معارك إثبات الذات والتفوق عليها نضيف أعباء جديدة فوق رؤوسنا متباهيات بقدرة لا متناهية لمعاني الصبر والعزيمة.

ثم ماذا؟ هو السؤال الأخطر هنا.. كون الأهداف لا تتشابه مع اختلاف الشخصيات والطموح، إلا أن الإجابة الصحيحة أننا بانتظار الكلمة الطيبة من شكر ولين ورأفة كما ننتظر ما نؤجر عليه من ثواب، فنحن في نهاية المطاف نساء حملهن المجتمع ومن حولهن مسؤوليات استطعنا عن جدارة القيام بها.

 

ومضة:

حاولت أنا وغيري ممن يعشن تجربة حياتية مشابهة لما تعيشه معظم النساء في عالمنا الحالي أن نكون أكثر تركيزا وتقليصا للمسؤوليات حتى نصنع فجوة فراغية مقصودة نستطيع من خلالها أن ندلل أنفسنا كالأخريات، فقمنا بخفض قائمة الأهداف المراد إنجازها من عشرة أهداف في اليوم (وهو معدل اعتيادي قد يرتفع في معظم الأوقات لكنه يأبى أن ينخفض) إلى هدفين لكننا للأسف أصبنا باكتئاب حاد يومها وعدلنا عن رغبتنا... ففئة خارج الجدول ملهمة ومميزة عن غيرها!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .