فجعنا بخبر انتهاك حرمة المصلين في نيوزيلندا وإطلاق الرصاص عليهم أثناء أدائهم صلاة الجمعة على الهواء مباشرة! حيث عمد منفذ الهجوم إلى بث جريمته مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي في تصرف لا يشوبه فقط العنف وانعدام الإنسانية، إنما يمثل استخفافا بالدم المسلم وانتهاكه من قبل الكارهين له.
لم آبه بشيء أثناء مشاهدتي المقطع سوى الأطفال الذين كانوا بصحبة أهاليهم، فكنت أعيد المشاهدة مرارا وتكرارا لعلي ألمح بصيص أمل بحركة أحدهم بعد إطلاق النار عليهم مباشرة ومن مسافة قريبة جدا، فقد عمد الإرهابي منفذ الهجوم إلى إطلاق النار أولا لإصابة المصلين ثم الاقتراب أكثر فأكثر للإجهاز عليهم عن قرب.
انتظرت نصف يوم أو أكثر منذ وقوع الحادث لكتابة هذا المقال حتى أرصد ردود الفعل الدولية على الحادث، لكنني في نهاية المطاف أصبت بخيبة أمل كبيرة لما آل إليه وضعنا كمسلمين في دول تعيش تناقضا هائلا بين شعارات ترفعها محملة برسائل السلام، وبين مواطنين يتصرفون بكراهية شديدة تجاه الإسلام والمسلمين.
ومضة: من يتابع المقاطع التي بثت سيجد أنه يشاهد مقاطع مماثلة لما يتم تطبيقه في ألعاب التواصل الاجتماعي، ومنها لعبة (ببجي)، وهي لعبة استهدفت الشباب ودربتهم على العنف والقتل حتى أنني أجد البعض لا يقوم بشيء في حياته سوى اللعب في هذه اللعبة طيلة النهار والليل في صورة جديدة لغسل العقول والتغلب على المجتمعات وبث السموم فيها.
لا أبرئ ساحة القاتل ولا أجد له مبررا لكنني أدق ناقوس الخطر لمواجهة مثل تلك الألعاب التي لا تعود سوى بالسلب على الشباب والمجتمعات، فهل من وقفة جادة أمام ما يتم تداوله عبر الفضاء المفتوح؟.