+A
A-

إشادات دولية بتقرير البحرين الجامع في لجنة حقوق الطفولة بجنيف

 استكمالاً لجلسات استعراض ومناقشة تقرير مملكة البحرين الدوري وإجراءاتها بشأن صون حقوق الطفل، وضمن اجتماعات الدورة (80) للجنة حقوق الطفل، المنعقدة حالياً في مقر اللجنة بجنيف، انعقدت الجلسة الثانية اليوم الاثنين، حيث واصل وفد مملكة البحرين المشارك في هذه الاجتماعات برئاسة سعادة وزير العمل والتنمية الاجتماعية رئيس اللجنة الوطنية للطفولة، السيد جميل بن محمد علي حميدان، استعراض ومناقشة إنجازات مملكة البحرين الواردة في تقريرها الدوري الجامع للتقارير من الرابع إلى السادس، الذي قدمته مؤخراً إلى لجنة حقوق الطفل بشأن صون حقوق الطفولة في المملكة.

ونوقشت في هذه الجلسة العناصر المدرجة على جدول الأعمال والمتمثلة فيما تم اتخاذه من تدابير وإجراءات كفيلة بتوفير الرعاية الصحية والتعليم المناسب، وذلك بحضور مساعد وزير الخارجية السيد عبدالله بن فيصل بن جبر الدوسري ورئيس البعثة الدبلوماسية البحرينية في جنيف السفير الدكتور يوسف عبدالكريم بوجيري، علماً بأن وفد مملكة البحرين مكون من ممثلين من كبار المسؤولين في عدد من الوزارات والهيئات الرسمية المعنية بحقوق الطفل، ومنها وزارات العمل والتنمية الاجتماعية والخارجية والداخلية والعدل والشؤون الإسلامية والأوقاف وهيئة الإفتاء والتشريع والمجلس الأعلى للمرأة.

وكانت الجلسة الأولى التي انعقدت يوم الجمعة الماضي، والتي تم إدراجها في برنامج اجتماعات الدورة الحالية (80) للجنة حقوق الطفل لمناقشة إنجازات مملكة البحرين، ضمن الاجتماعات الدورية السنوية التي تعقدها لجنة حقوق الطفل لاستعراض ومناقشة تقارير الدول الأعضاء المصدقة على اتفاقية حقوق الطفل، حيث تم خلالها استعراض ومناقشة تقرير مملكة البحرين، بشأن ما تم اتخاذه من تدابير عامة لتنفيذ اتفاقية حقوق الطفل، والتدابير العامة المتعلقة بالحقوق المدنية والحريات التي كفلتها مملكة البحرين للطفولة وكيف تمكنت من التصدي للعنف تجاه الأطفال.

وأشادت العديد من الوفود الدولية المشاركة خلال الجلسة بعملية إعداد التقرير ومضمونه الذي شهد تفاعلًا كبيرًا ونقاشات إيجابية، لما عكسه من اهتمام المملكة بتعزيز حماية وصون حقوق الطفولة على أرض الواقع، كما وأثنت الدول الأعضاء على المنهجية المتبعة في إعداده، حيث اشتمل التقرير على جميع إنجازات مملكة البحرين البارزة التي شهدتها على الصعيدين المؤسسي والتشريعي، وسعي مملكة البحرين الحثيث والجاد والتزامها الراسخ في حماية الطفل البحريني.

وفي كلمة له، في مستهل الجلسة، أكد رئيس الوفد البحريني سعادة الوزير حميدان حرص مملكة البحرين على تقديم الرعاية  والخدمات الصحية ذات الجودة العالية لجميع الأطفال دون تمييز، حيث تحققت العديد من الإنجازات على المستوى الصحي، مثل خفض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة من العمر، وخفض معدل وفيات الأمهات أثناء الولادة، مشيرًا إلى ما أولته البحرين من اهتمام بالغ بصحة الأطفال والمراهقين والشباب وذلك من خلال توفير خدمات صحية ذات جودة عالية وفق المعايير والتوصيات الَّتي توصي بها منظمة  الصحة العالمية، وتم تضمين العديد من الاستراتيجيات والبرامج الموجهة  لهذه الفئات في الخطة الوطنية للصحة 2016 - 2025، بما يتوافق مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030 وأهداف التنمية المستدامة.

وتطرق  حميدان إلى الجانب التعليمي في مملكة البحرين والحرص على ضمان حصول جميع الأطفال من الجنسين على حقهم في التعليم المجاني المتطور، وإزالة الفوارق بينهما في جميع المراحل التعليمية، إلى جانب إتاحة التدريب المناسب لجميع منسوبي السلك التربوي والتعليمي، ورفع كفاءتهم المهنية في التعامل مع الطلبة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، بالإضافة إلى تدريس مقررات في كلية المعلمين تتعلق بعلم نفس الطفل، مشيرًا إلى إنشاء مركز الإرشاد النفسي والاجتماعي للعناية بالتوجيه النفسي والاجتماعي للطلبة، وتوفير الإرشاد الاجتماعي في كل المدارس بواقع مرشد اجتماعي لكل 250 طالبًا أو طالبة يتولى حل المشكلات السلوكية والتواصل مع الأسرة بشأنها. 

وحرص سعادة الوزير حميدان في كلمته على الإشارة إلى الأطفال ذوي الإعاقة الذين يحظون باهتمام كبير تجسد في إيلاء السياسات والتشريعات والبرامج التي تعزز صحة ونماء وحماية ومشاركة وإدماج الأطفال ذوي الإعاقة في الحياة العامة دون أي تمييز بينهم وبين أقرانهم، استنادًا إلى قانون الطفل رقم (37) لسنة 2012، الذي كفل رعاية الطفل ذي الإعاقة وتعليمه وتأهيله مجانًا، ومنحه كافة الخدمات الاجتماعية والنفسية والطبية والتعليمية والمهنية التي تمكنه من الاندماج في المجتمع بكل سهولة ويسر، مشيرًا في هذا السياق إلى قرار مجلس الوزراء الموقر بمنح الموظف أو العامل من ذوي الإعاقة الشديدة، أو الذي يرعى شخصًا ذا إعاقة شديدة ويحتاج إلى رعاية خاصة من أقربائه من الدرجة الأولى، ساعتي راحة يوميًا مدفوعة الأجر.

وعلى صعيد متصل، وتحقيقًا لأهداف حماية ورعاية الطفولة وصون حقوقها، فإن مملكة البحرين تولي اهتماما بالغا بالأسرة، على اعتبار أنها اللبنة الأساسية الأولى في التنشئة الاجتماعية السليمة للطفل، حيث يتم تزويد المقبلين على الزواج بالمفاهيم الأساسية للحياة الزوجية، وتقديم الخدمات التوافقية والإرشاد الأسري اليومي لهم، وتسوية الخلافات الأسرية وتفاديها قبل اللجوء للمحاكم،  وذلك بالتعاون بين مؤسسات القطاع الرسمي والخاص في مجال الإرشاد والتوافق الأسري لخلق شبكة إلكترونية متكاملة تسهم في حماية الأسرة والطفل، وذلك فضلاً عن الاهتمام البالغ بفئة الأطفال مجهولي الأبوين، وأبناء الأسر المتصدعة، الذين يتم توفير كافة أوجه الرعاية الاجتماعية والتعليمية والنفسية والصحية والمعيشية المتكاملة لهم، في إطار الشراكة والمسؤولية المجتمعية بين القطاعين الرسمي والخاص.

وخلال الجلسة، تقدمت الدول الأعضاء في لجنة حقوق الطفل بجملة من التساؤلات والاستفسارات حول ما ورد في تقرير البحرين، حيث قام ممثلو مختلف الجهات المشاركة في الوفد البحريني، كل في مجال اختصاصه، بتقديم الإيضاحات والمعلومات المعززة بالإحصائيات والأرقام التي تم استقاؤها من خلال الدراسات على أرض الواقع حول العديد من الشؤون المتعلقة بالطفل في مملكة البحرين. 

وأشادت الوفود الدولية المشاركة في الجلسة بجهود البحرين في حماية الطفولة، منوهين بمستوى ما تم استعراضه في تقرير مملكة البحرين وما تضمنه من مبادرات وطنية وتنموية مميزة، كما أثنوا على التزام مملكة البحرين بالمعاهدات الدولية ما جعلها تحتل موقعًا متقدمًا في مصاف الدول المتفاعلة التي تحترم صون حقوق الطفل.

وفي ختام الجلسة الثانية، أكد رئيس وفد مملكة البحرين سعادة وزير العمل والتنمية الاجتماعية أن الطموح والتَوجه لبلوغ الأفضل والأشمل فيما يتعلق بحماية الطفولة سيظل مستمرًا، والآمال معقودة على المعنيّين في تطوير إجراءات حماية ورعاية الطفولة بما يتماشى مع القيم والمبادئ والأهداف التي تضَمنتها اتفاقية حقوق الطفل، معرباً عن اهتمام مملكة البحرين بالارتقاء بواقع حقوق الطفل فيها، وتحقيق الوضع الأمثل للطفل في البحرين.