+A
A-

ظريف في مرمى هجمات الإيرانيين بسبب "تدمير إسرائيل"

يتعرض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لهجوم عنيف من قبل الحرس الثوري والجهات اليمينية المقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي بسبب نفيه أن يكون قادة النظام الإيراني قد صرحوا بتهديدات حول تدمير إسرائيل على الإطلاق.

وكان ظريف قد قال في حوار مع صحيفة "لي بوينت" الفرنسية السبت (22 ديسمبر 2018م)، إن بلاده لم تَتبن شعار "تدمير إسرائيل"، متسائلًا: "متى قلنا إننا سندمر إسرائيل؟ بينوا لنا أن هذا قيل، لم يقل أحد هذا الكلام".

وعندما سئل حول تصريحات الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد عام 2007، حول محو إسرائيل من الوجود، قال ظريف: لا، لم يقل ذلك، لقد قال كلام الخميني (إسرائيل سوف تُمحى من صفحة التاريخ)، ولم يقل نريد أن نمحوها".

وأكدت "لي بوينت" أن هذه التصريحات تتناقض مع ما نشره المرشد الأعلى، آية الله خامنئي على تويتر في 3 حزيران/يونيو، حيث كتب أن إسرائيل كانت "ورما سرطانيا خبيثا في المنطقة العربية التي أرادت اختطافها والقضاء عليها".

وقوبل نفي ظريف هذا بهجوم من قبل وكالة فارس التي نشرت مقطع فيديو عبر حسابها على موقع " تويتر" لأحد خطب الخميني التي يدعو فيها إلى تدمير إسرائيل، وذلك قبل إنشاء انتصار الثورة عندما كان في المنفى في باريس.

كما نشرت مواقع حكومية أخرى مقاطع للخميني ومسؤولين آخرين في النظام حول أحد أبرز شعارات النظام الإيراني حول تدمير إسرائيل والذي ينتشر عبر اللافتات وحتى تتم كتابته على ظهر الصواريخ.

أما عضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية في إيران، رحيم بور ازغندي، فرفض بحسب وكالة "تسنيم" التصريحات الأخيرة لظريف قائلا، إن "هذا كذب وتشويه، وإن قال الخميني إنه يجب القضاء على إسرائيل".

وسرعان ما تداولت الوكالات الإيرانية ومواقع التواصل تصريحات ظريف، حيث عنونت وكالة أنباء الطلبة الإيرانيين "إيسنا" الخبر بعنوان: " ظريف: متى قلنا سندمر إسرائيل؟". وأضافت الوكالة أن تصريح ظريف ستكون له عواقب داخلية وخارجية.

كما أعاد ناشطون معارضون عبر مواقع التواصل هاشتاغ ZarifIsALiar وتعني "ظريف كذاب"، ونشروا صورا ومقاطع ولافتات تظهر شعارات النظام حول تدمير إسرائيل.

وكان الهاشتاغ المذكور قد نشر قبل في أبريل الماضي رداً على دفاع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، عن انتهاكات حقوق الإنسان عندما ادعى خلال كلمة أمام "مجلس العلاقات الخارجية"، وهو مركز فكري في نيويورك، أنه ليس هناك اضطهاد للأقليات في إيران، وأن السلطات لا تفرض الحجاب الإجباري، كما أنه لا يتم اعتقال أحد بسبب آرائه"، حسب زعمه.

وعلى الرغم من أن العديد من المسؤولين السياسيين والعسكريين الإيرانيين هددوا مرارا وتكرارا بتدمير إسرائيل، حيث رفع النظام الإيراني شعار "محو إسرائيل من الوجود" منذ مجيء الخميني عام 1979، غير أنه وبعد مرور 36 عاما يرى الكثيرون أن هذه الشعارات الفضفاضة كانت أكبر خدمة لإسرائيل في كسب التعاطف الغربي للدولة العبرية، طيلة العقود الثلاثة الماضية.

كما يقول مراقبون إن العداء بين إسرائيل وإيران مجرد "شعار مزيف"، حيث إن نظام الجمهورية الإسلامية ارتبط بعلاقات سياسية وعسكرية واقتصادية سرية مع إسرائيل بدأت منذ الثمانينات عندما قامت طهران بشراء شحنات أسلحة إسرائيلية إبان الحرب العراقية - الإيرانية والتي عرفت بفضيحة "إيران – غيت".

وكان النظام الإيراني لأربعة عقود يرفع شعار "طريق القدس يمر من كربلاء"، ولكنه استبدله مؤخرا بشعار مماثل في المقصد ولكن مختلف في المحطات، وهو "طريق القدس يمر من مكة والمدينة"، حسب ما صرح به علي رضا بناهيان، رجل الدين والقائد في مقر "عمار الاستراتيجي" التابع للحرس الثوري الإيراني.