+A
A-

التفاعل والتنويع أساس نجاح التواصل الاجتماعي

ضمن فعاليات قمة رواد التواصل العرب التي انطلقت اليوم في دبي برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، استعرض متحدثون عالميون في إحدى جلسات الحلقات الاجتماعية التي حملت عنوان "محتوى مبدع ومبتكر" الآفاق والفرص التي تتيحها وسائل التواصل الاجتماعي لتطوير صناعة المحتوى وسبل الاستفادة من التقنيات الحديثة والميزات الجديدة التي تقدمها وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متواصل للتفاعل بشكل أكبر مع الجمهور، حيث أكد المشاركون أن التفاعل والتنويع عوامل أساسية لنجاح استراتيجيات المحتوى.
وخلال الجلسة، طرحت خديجة المرزوقي رئيسة تحرير «دبي بوست» سؤالاً محورياً حول مفهوم الابتكار في المحتوى والمقاربة التي تعتمدها الشركات والمؤثرين وصنّاع المحتوى في هذا الإطار.
وقال عبد الواحد جمعة، النائب التنفيذي للرئيس للإعلام والاتصال المؤسسي – دو: "باتت منصات التواصل الاجتماعي اليوم أكثر الوسائل استخداماً وسرعةً في إيصال المعلومات والتعبير عن الآراء والتوجهات إلى جانب كونها الأكثر تأثيراً في حياة الناس في عصرنا الحالي. وهنا لابدّ من التأكيد على أهمية دمج العناصر الإبداعية في المحتوى الذي يتم تقديمه إذا ما أردنا تحقيق أهدافنا المجتمعية وإحداث تأثيرات إيجابية تعود بالنفع والفائدة على مجتمعاتنا ومنطقتنا العربية".
وأضاف: "في الواقع، يتميز المجتمع العربي بشكل عام بكونه مبدعاً للغاية، ونحن نشجع دائماً على الأخذ بعين الاعتبار أخلاقيات المجتمع وما هو مقبول وغير المقبول لكي نتمكن من تقديم محتوى مميز وهادف يساهم بتعزيز الوعي بين أفراد المجتمع بما يتماشى مع توجيهات القيادة الرشيدة وينسجم مع التطورات التي يشهدها عالم منصات التواصل الاجتماعي والإعلام. وبالنظر إلى التحولات التي يشهدها مجال التسويق المؤسسي، أعتقد أن تقنيات البث المباشر ستلعب دوراً محورياً في المستقبل لأنها تتيح للعلامات التجارية التفاعل والاندماج مع جمهورها في الوقت الحقيقي مما يسهم بدوره في تعزيز ثقة العملاء بالعلامة التجارية والخدمات التي تقدمها".

العامل الأهم
من جانبه، أكد المنتج الكندي فيليب ألبيرستات أن العامل الأهم في صناعة المحتوى يتمثل في مدى التفاعل الذي يحققه مع المتلقي بالإضافة إلى ردات الفعل التي يثيرها عبر مختلف الوسائط فضلاً عن تقديم محتوى متميز يستقطب اهتمام مختلف شرائح الجمهور.
ولفت ألبيرستات إلى ضرورة إيجاد محتوى واقعي وصادق وطبيعي لتلبية متطلبات المتابعين من جانب ولخدمة أهداف الشركات المعلنة التي تريد بيع وتسويق منتجاتها وخدماتها من خلال المحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وشدد ألبيرستات على أن المنطقة العربية باتت تستحوذ على اهتمام كبرى الشركات الإعلامية على غرار "نتفلكس" و"أمازون" بفضل وجود صنّاع محتوى موهوبين ومهارات شبابية واعدة بالإضافة إلى قصص متنوعة ومهمة.
قصص مرئية
ومن جانبه أشار أندرو سوندرز، مدير استراتيجية العلامة التجارية في شركة "تيست ميد"   المتخصصة في عالم الطعام والسفر إلى أهمية بناء قصص مرئية بأنماط وفئات متنوعة ليتم نشر كل منها على الوسيلة المناسبة، بما يشمل مقاطع فيديو تتراوح مدتها بين الطويلة والقصيرة بالإضافة إلى المقاطع المباشرة بما يناسب جميع وسائل التواصل الاجتماعي والوسائط الإعلامية الأخرى.
وقال سوندرز إن طرح استطلاعات لآراء المتابعين، والذي بات متوافراً عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، يساعد الناشرين على جمع بيانات حيوية حول تفضيلات الجمهور، مشيراً إلى أن تحليل هذه البيانات يعين على تقديم محتوى متخصص يلائم ما ينشده المتابعون والذي يتمتع بالمقومات الملائمة لجذب انتباه وتفاعل الجمهور.
وأوضح أن "تيست ميد" قامت بحملة تسويق عبر المحتوى التفاعلي من خلال "سناب تشات" في أمريكا الشمالية لأحد المنتجات المنزلية، وتم توفير ميزة الشراء المباشر عبر الضغط على صورة المنتج لينتقل المتابع فوراً من سناب تشات إلى تطبيق الدفع والشراء، مشيراً إلى أن الحملة نجحت من خلال المحتوى الواقعي والطبيعي الذي قدمته، باستقطاب اهتمام جمهور المستهلكين، حتى أنها أدت إلى نفاذ المنتج من الأسواق واضطر الشركة المنتجة لضخ المزيد منه في الأسواق.
ورداً على سؤال حول مستقبل صناعة المحتوى أجاب سوندرز أن التوجه المقبل يتركز بشكل أساسي على تقديم محتوى تلفزيوني عبر الوسائط المتعددة بما يواكب تطلعات الفئات الشابة من المشاهدين والمتابعين. وأوضح أن "تيست ميد" بادرت بالتوسع في آليات تقديم المحتوى المرتبط بالمنتجات للجمهور، بما يشمل أين وكيف ومن شارك في عملية الانتاج وذلك بهدف تكوين روابط أعمق بين المنتج والمشاهدين.
ميزات جديدة
من جانبه، استعرض رامي سعد مدير تطوير المحتوى في "سناب تشات" الميزات الجديدة التي طرحها التطبيق الشهير مؤخراً، لافتاً إلى أن "سناب تشات" كان من أوائل المنصات التي استخدمت ميزات الواقع الافتراضي وطورت من استخداماته لتنويع أساليب نشر المحتوى والتفاعل معه.
ولفت إلى أن "سناب تشات" يساعد المؤثرين ومشاهير التواصل الاجتماعي على توسيع قاعدة جمهورهم وتنويع الشرائح التي يمكن مخاطبتها وذلك بفضل حزمة الميزات الجديدة التي يتم إضافتها تباعاً، لافتاً من جانب آخر إلى أن دمج فرصة التسوق والشراء عبر "سناب تشات" لاقت إقبالاً واسعاً من قبل المتابعين والشركات على حد سواء.
وأوضح أن 60 % من مستخدمي "سناب تشات" يبثون محتوى بشكل يومي، لافتاً من جانب آخر إلى الشراكات التي تم إبرامها مؤخراً مع عدد من المؤسسات الإعلامية المرموقة في دبي والمنطقة، ما يؤكد تطور وسائل الإعلام التقليدية في المنطقة والتوجه نحو توفير المزيد من المحتوى الإعلامي المناسب لمنصات التواصل الاجتماعي إلى جانب وسائل الإعلام التقليدية.
الألعاب الإلكترونية
وبدوره استعرض لي روليز مدير تطوير الأعمال في شركة "الكترونيكس آرت" المتخصصة في الألعاب أهمية التسويق للألعاب الالكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال السماح للاعبين بنشر محتوى مرتبط بكل لعبة بشكل متخصص، مؤكداً أهمية المنطقة بالنسبة لصناعة الألعاب الالكترونية.
ولفت إلى أن التقنيات الحالية هدمت الحواجز التقليدية التي كانت تقف أمام صناعة المحتوى سواء للمؤسسات أو الافراد، إذ بات من السهل نشر المحتوى عبر مختلف الوسائط، لكن المهم في الأمر تقديم المحتوى الملائم والمناسب للجمهور من خلال اعتماد آليات سرد مبتكرة وأفكار مبدعة.
ومن جانبه تحدث أمير ضو من منصة «فايس أربيا» عن تجربة إطلاق المنصة الإعلامية في المنطقة والاستراتيجيات التي تم اعتمادها للتواصل والتفاعل مع الجمهور في مختلف دول المنطقة لتقديم المحتوى المتنوع والمناسب للجميع، بالإضافة إلى التركيز على توظيف وسائل التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها "سناب تشات" لتعزيز انتشار المحتوى.
يُذكر أن الدورة الثالثة لقمة رواد التواصل الاجتماعي العرب، يشارك فيها أكثر من 70 متحدثاً من 25 دولة حول العالم، ويقدمون ضمن أكثر من 20 جلسة تفاعلية خلاصة أفكار وتجارب وخبرات متميزة في مجال التواصل الاجتماعي، بحضور أكثر من 1000 مؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي والمعنيين بها من مختلف القطاعات في المنطقة والعالم.​