+A
A-

ليلة الصمت الانتخابي.. تحدث فيها "الأخرس" وسمع "الأصم" وأبصر "الأعمى"

وفق إعلان بدء فترة الصمت الانتخابي من جانب اللجنة التنفيذية للانتخابات بما يشمله من وقف الدعاية الانتخابية بكافة أشكالها بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل الهاتفية وفتح المقار الانتخابية بدءًا من اليوم الجمعة الموافق 23 نوفمبر 2018، أي بفارق زمني يبلغ 24 ساعة من الموعد المحدد للاقتراع في الثامنة من صباح السبت 24 فبراير، إلا أن ليلة الصمت (الليلة)، تحدث فيها "الأبكم" وسمع فيها "الأصم" وأبصر "الأعمى"، وكان صمت المترشحين والمترشحات بين "جزئي" و"كلي" و"بين بين".

بضع مناطق زارتها "البلاد" الليلة لمواقع من مقرات المترشحين في العاصمة والشمالية بدا فيها "الالتزام" واضحًا إذعانًا لدعوة اللجنة التنفيذية للالتزام بالقوانين المنظمة للعملية الانتخابية وعدم خرق فترة الصمت الانتخابي، لكن الأمر، قطعًا، لم يخلو من بضع نشاط لمترشح هنا أو مترشحة هناك في تواصلهم مع ناخبي دوائرهم للتذكير والتحفيز والتشجيع و "شحذ الهمم"، فيما يبدو أن بعض المترشحين والمترشحات صمتوا تمامًا وربما هناك آخرين "بين بين": أي تعاملوا بحذر مع محظورات الصمت الانتخابي من جهة، والتقوا ببعض الأهل والأصدقاء والمعارف ممن "يأملون في الحصول على أصواتهم" من جهة أخرى، لا سيما في الدوائر التي تترقب منافسة حادة ومعتركًا صعبًا.

ثمة أمر آخر لا يمكن للصمت الانتخابي أن يمنعه، وهو الذي تحدث فيه الأبكم وسمع فيه الأصم وأبصر فيه الأعمى، وهو ذلك الحجم الكبير من المناقشات والرسائل والملفات الصوتية والسمعية التي "ضجت" بها وسائل التواصل الاجتماعي لا سيما في مجموعات الواتس أب، وشبكات التواصل الاجتماعي من انستغرام وفيس بوك وتويتر وسناب تشات، واستمر فيها النقاش المتنوع بين مؤيد للمشاركة وآخر مقاطع، وبين أحاديث حول الأخبار والتصريحات الرسمية تارة، وإعلانات التذكير والخدمات الصادرة من اللجنة التنفيذية تارة أخرى، بيد أن كل تلك المواد في وسائل التواصل يستطيع الأصم قراءتها كنصوص ويستطيع الأعمى الاستماع إليها كملفات صوتية ويشاهدها الأخرس كملفات فيديو من خلال هواتفهم النقالة وفي المجموعات التي يشتركون في عضويتها وربما تفاعلوا معها نصيًا أو صوتيًا، حتى وإن وردت رسالة من أحد الأعضاء تقول :"عزيزي مدير القروب.. احترم الصمت الانتخابي.. واحذف أي مخالف لا يلتزم بالقانون".