أتصور أننا نفتقد أدوات النجاح في التخطيط بالنسبة لبعض المشاريع ولدينا ظواهر سلبية بارزة بكل أبعادها، والغريب في الأمر هو النظر إلى تلك الظواهر السلبية على أنها مجرد مشاكل صغيرة لن تؤثر على سير الحياة في المجتمع، فعلى سبيل المثال محطة وقود شارع الخدمات المقابلة “لأنصار جاليري” بمدينة عيسى، مازالت تعمل بمضخة واحدة في كل قسم أو جهة، وهذا الطراز قديم جدا ولم يعد يستخدم في أي بلد، لهذا فالمحطة دائما تكون مزدحمة بالسيارات، وما يزيد الطين بلة وقوعها على شارع مشهور بالازدحامات الرهيبة والفوضى العارمة والعشوائية، محطة اعتدنا فيها على مشهد يومي هو الاختناقات المرورية، وهذه المشكلة نراها أيضا في محطة “البحير” الملاصقة لمجمع الواحة، ويرجع حدوث الزحمة والاختناقات المرورية إلى أسباب عدة يأتي في مقدمتها سوء التنظيم المروري وفتحات الشوارع والانعطافات.
المحطتان تسببان عرقلة حركة السير، والكثير من المواطنين أبدوا استياءهم من تعطل الحركة ما يؤدي بطبيعة الحال إلى تعطل عجلة الحياة والعمل، وهذا يعني أن هناك خللا ما في تصميم مداخل ومخارج هذه المناطق بصورة علمية وغياب النظرة للمتغيرات المستقبيلة، فمحطة شارع الخدمات هي نفسها التي عرفناها قبل نحو عشرين سنة ولم تتغير.
أما الازدحام المروري المزعج بالقرب من “كوبري وزارة العمل” فمرده إلى الإشارة الضوئية التي يتم استبدال نظامها كل شهر وربما أكثر دون فائدة، وحديثا تم وضع نظام جديد ولكن “اختك مثلك”، فالسيارات تتحرك ببطء من كل جانب وحتى لو تحولت الإشارة إلى خضراء لا يمكنك في كثير من الأوقات التحرك نتيجة وقوف طابور السيارات في الطرف الآخر، هذا التقاطع يعتبر شريان مدينة عيسى ويخدم وزارات خدماتية ومحلات تجارية ومناطق سكنية ومع ذلك فهو مركز الأماكن التي يكثر فيها الزحام والاختناقات المرورية.
هذه ليست مشاكل صغيرة لا تؤثر على إيقاع ورتم حياة المواطن وعجلة العمل، إنما قضية كبيرة تحتاج إلى حل جذري وليس مؤقتا أو تقاذف المسؤوليات، نحن نعيش أزمة حقيقية، أزمة قديمة جديدة.