تتحدث الصحافة الإسرائيلية عن صفقة توافق إسرائيل بمقتضاها على نشر قوات للنظام السوري بالقرب من الحدود السورية الإسرائيلية على أن تنسحب جميع القوات التابعة لإيران منها، المكاسب التي ستعود على كل من النظام السوري باستعادة سيطرته على الجنوب، وروسيا بتأكيد هيمنتها على القرار والأرض في سوريا والتخلص من أحد أهم مظاهر القوة الإيرانية، وإسرائيل باستعادة الحالة الآمنة لهذه الحدود التي تنعم بها إسرائيل منذ عام 1974 بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك بين إسرائيل وسوريا، تزيد من الضغط على طهران وتضعها في أزمة حقيقية وهي تشاهد هدم البناء الذي قامت بتشييده منذ سنوات وخسرت من أجله الكثير من المليارات وجنود حرسها الثوري والميليشيات التابعة لها.
ليس من المتوقع أن ترضخ إيران بسهولة، إنما ستبدي مقاومة بكل ما تملكه من أسلحة وأهمها ما أحدثته من تغييرات ديموغرافية في الأرض السورية بعد أن قامت بطرد أصحاب الأرض وجلب من يدينون لها بالولاء وتوطين ميليشياتها لتكون لها السيطرة على المجتمع السوري، في تكرار لذات السياسة الطائفية التي تنتهجها في كل الدول التي تتواجد فيها بخلق الأتباع الذين يمكن تحريكهم في أية قضية.
لدى إيران ورقة عسكرية أخرى تتمثل في تواجد أكثر من 2000 عسكري وخبير إيراني، وآلاف المقاتلين من حزب الله اللبناني، والمليشيات العراقية والأفغانية والباكستانية والسورية التابعة لها، إلا أن الورقة الأهم هي حدود الحماية الروسية لإيران، فموسكو إلى الآن هي حائط الصد الأول أمام بقاء إيران، وهي التي تبقي ضربات إسرائيل للمواقع الإيرانية في مستويات معينة، ومتى ما فقدت طهران هذه الحماية نهائيًا يمكن إزاحتها من المشهد السوري وهو أمر ليس متصورًا حاليا في ظل التداخل بين القوات الإيرانية والروسية في كثير من المواقع وأهمية الدور الذي تقوم به القوات العسكرية الإيرانية لتحقيق الأهداف الروسية وتمكين النظام السوري “التابع لها” من أنحاء سوريا.