بعد أن اتفقوا على التصدي للحراك الشعبي في سوريا ودعم الديكتاتور في حربه وقمعه أبناء الشعب السوري بمختلف الأسلحة المميتة، وبعد أن اتفقوا على تقسيم الغنائم وما أكثرها في الأرض السورية، هاهم الآن يدخلون مرحلة الصراعات فيما بينهم ومحاولات التخلص من بعضهم البعض للاستفراد بالجزء الأكبر من الكعكة السورية بعد أن انبطح النظام أرضا وارتضى وجودا ديكوريا حتى إن كان على حساب شعبه وأرضه وسيادة واستقلال دولته.
فقد نشرت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية تقريرا أشارت فيه إلى أن إسرائيل تمارس ضغوطا مع روسيا من أجل سحب القوات الإيرانية من الجنوب السوري لتحل محلها قوات النظام... هذه المنطقة هي ما يهم إسرائيل من القضية السورية بالأساس وخصوصا أن بها ميلشيات حزب الله التابعة لإيران، وهي ساحة الاهتمام والصراع والتنافس الأشد بين مختلف الأطراف المعنية بالأزمة مثل إسرائيل وإيران وروسيا والولايات المتحدة الأميركية.
ومن الواضح أن روسيا استجابت بالفعل للمطلب الإسرائيلي، وهو ما يتضح في دعوة الرئيس الروسي بوتين بعد لقائه المجرم بشار الأسد في سوتشي، يوم 17 مايو، إلى رحيل “القوات الأجنبية” من سوريا، وكذلك تصريح وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف الذي أكد فيه أن “القوة العسكرية الوحيدة التي يجب أن يُسمح بتواجدها في الجنوب، بالقرب من الأردن وإسرائيل، هي الجيش الحكومي السوري، وأن سحب جميع القوات غير السورية (الأجنبية) يجب أن يتم على أساس اتفاق متبادل”... ثم جاء مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، ليؤكد في 30 مايو التوصل إلى اتفاق حول سحب القوات الإيرانية من مناطق جنوب غرب سوريا قرب الحدود مع إسرائيل، وتوقع تطبيقه خلال أيام.
وعلى الأرض السورية، تشير أنباء إلى أن موسكو أقنعت طهران بإبعاد قواتها عن المواقع الجنوبية السورية، الواقعة على بعد 40 كيلومترا من حدود مرتفعات الجولان، ولكن ماذا عن رد الفعل الإيراني، هل تستسلم طهران بسهولة أم أن لديها أوراقا تستطيع أن تناور وتضغط بها وتصد هذه المحاولات الرامية إلى إزاحتها من المشهد السوري؟.