+A
A-

عائشة عبدالملك.. أصغر بحرينية تدخل عالم تصميم المجوهرات

شابة بحرينية مبدعة، ألهمها بريق الذهب إلى دخول عالم تصميم المجوهرات، فأبدعت خلال فترة قصيرة وأصبحت عائشة عبدالملك اسما لامعا في تصميم الذهب والمجوهرات في البحرين وعلى مستوى الخليج ومن ثم العالم. زرتها في منزلها حيث رحبت بي لطرح تجربتها الرائدة في تصميم الذهب في امرأة تستطيع مخاطبة ذوق المرأة فكان هذا اللقاء.

 

* حدثينا عن بدايتك في عالم التصميم؟

من خلال مشاركتي في برنامج "مشروعي" أحببت العمل في التجارة، فقررت البدء في مشروعي الخاص، وكنت منذ الصغر أهوى الرسم وحينما شاركت في برنامج مشروعي أردت أن أحول رسوماتي إلى منتج ملموس وأن أخرج للناس بشيء مختلف عن المألوف، لذلك اخترت أقرب شيء لقلبي وقلب كل فتاة "المجوهرات".

 

* لماذا اخترت المجوهرات بالذات؟

أردت شيئا مختلفا، مميزا، فاخترت دمج الذهب مع الخشب، وشاركت في خشب وذهب، ولكن أيضا لم آخذ الموضوع على محمل الجد، كنت فقط أريد التخرج. كنت أحضّر للامتحانات لأني كنت أريد أن أتخصص في مجال الهندسة، وفي يوم المعرض كنت أدرس لامتحاناتي فلم أصمم أي تصاميم جاهزة للبيع إلى برنامج "مشروعي"، ولكن على آخر اللحظات قررت أن أصمم بفضة وصنع يدوي وتلقيت ردود فعل كثيرة من الناس على القطع البسيطة ورسوماتي، فقررت أن أتجه إلى تخصص أميل له أكثر وله علاقة بالفن.

 

* ما الصعوبات التي تواجهينها في عملك؟

بالطبع في بداية كل مشروع تواجه صعوبة في فهم الجانب التقني من العمل، وحيث كنت في 16 من عمري حين بدأت مشروعي فرأيت جانبا لم أره من قبل. وكجزء من برنامج "مشروعي" كان يتوجب علي الذهاب إلى محلات بيع المجوهرات، فذهبت إلى محلات كبيرة وتلقيت ترحيبا جيدا من بعض المحلات التي دعمتني ومدت يد العون لي وشجعتني على العمل عن طريق التعاون معها، على العكس من محلات أخرى صدتني ووجدت منها الإهمال وعدم الاهتمام كما وجدت هناك من يصدني عن هذه المجال لما فيه من صعوبة وخسائر.

 

* ما الذي يميز مجوهرات عائشة؟

أرى أن أول ما يميزنا هو جانب التصميم، فنحن دائما نحب أن ننفرد بتصاميمنا ولكن في نفس الوقت نحب أن ندمج بين العناصر التقليدية في التصاميم العصرية، ودائما نحب أن نضيف الروح البحرينية ونعكسها من خلال تصاميمي، ونركز كثيرا على أننا مصمم مجوهرات أكثر من كوننا محل مجوهرات، ولذلك حرصنا على أن نخرج تصاميم ملونة وجميلة وجاذبة للأنظار واستخدمنا اللون الأخضر والبنفسجي وغيرها وكل ذلك بتعاون مع ورشة للذهب في إيطاليا، كما أننا أول من مزج الذهب مع الخشب.

 

* هل كان التراث البحريني عامل شغف في تصاميمك؟

يمكن قول ذلك، فأنا أحب التراث كثيرا وأقرأ فيه، ولدينا مجموعة اسمها "تلائد" وهي دمج بين كلمة تليد وبين كلمة قلائد، جاءت من كلمة قلادة، وكلمة تليد تعني الشيء الأصيل، ووالدي هو الذي ساعدني في اختيار هذه الأسماء من الشعر البحريني، ولذلك حرصنا على أن نجعل كل ما نقوم بتصميمه يحمل الطابع البحريني ولكننا وضعنا عليه لمساتنا الحديثة نزولا عنده رغبة الزبائن.

 

* هل استطاعت عائشة أن تضع بصمتها في مجوهراتها حتى لا تنالها يد التقليد؟

الحمدلله هناك فرق كبير بين بضاعتي وبين البضائع المقلدة. استطعت أن أحمي تصاميمي وأترك بصمتي الخاصة، وأكبر دليل على ذلك رأي الجمهور في جودة التصاميم والمواد الخام المستخدمة.

 

* في رأيك لماذا يتميز الذهب البحريني بهذه السمة الطيبة؟

ما يميز الذهب البحريني حرص المسؤولين في وزارة التجارة على عدم الغش فيه، ولذلك وضعت معايير خاصة يلتزم بها الصاغة، وأكبر دليل على حرص وزارة التجارة على جودة المنتج ما أقوم به من عمل، ففي البداية أقوم بصنع كل قطعة، وقبل أن أكملها أذهب بها لفحصها والتأكد من جودتها ثم أكملها، ومن جديد فحصها مرة أخرى.

* حدثينا عن جائزة ريادة الأعمال التي حصلت عليها من سمو ولي العهد؟

كان هذا شيئا غير مرتب له، فالإنسان يحب أن تقدره الناس وترى أشغاله، ولكن أنا بطبيعتي لا أحب المسابقات والمقارنة. أرى أن كل شخص يتميز بشيء مختلف، لكن الموظفة في العلاقات العامة ألحت علَي بالمشاركة وأخبرتني عن الجائزتين.. بعد كلامها شاركت في المسابقة وكنت لا أرغب بها، ولكن الحمدلله فزت بالجائزتين ولم أتوقع ذلك.. في الجائزة الأولى مثلنا مملكة البحرين في بريطانيا والثانية لم أكن مستعدة ليوم العرض؛ لأنه كان لدي امتحان في الجامعة فكنت مرتبكة، وهذه أول مرة أشارك في مسابقة، ولكن ذهبت وقدمت العرض وأتاني خبر أنني تأهلت للمرحلة الثانية، وحين وصلني الخبر شعرت بالفرحة وانتابني الخوف أكثر.

وفي يوم عرض النتائج كنت مصدومة ولم أتوقع الفوز. كانت تجربة جدا مختلفة ورائعة، فجميع الناس التي لم تسمع عني قط عرفتني من خلال هذه المسابقة، وجميع الحضور في المعرض جاءوني من خلال سماعهم عني عن طريق هذه الجائزة، وأيضا كل صحيفة ذكرتنا بالاسم خصوصا أنني فزت بأصغر جائزة مشروع متناهي الصغر.