رغم أن فكرة القفز بالمظلات كانت موجودة منذ قرون، ورسم مخططها ليوناردو دافينشى في العام 1495، لكن الأميركي ألبرت بيري كان أول من يقفز بالمظلة من طائرة في العام 1912؛ ليفتح بمغامرته الجريئة، التي كان من الممكن جدا أن تكلفه حياته، الباب أمام الإنسان لاستخدام مظلات الهبوط في مجالات عدة.

كثير من الأفكار التي تبين فيما بعد أن لها منافع كبيرة ما كانت لتتحقق لولا وجود من يأخذ بزمام المبادرة؛ ليحول الحلم إلى واقع نعيشه ونستفيد منه في حياتنا اليومية.

توجه الحكومة برئاسة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة نحو الطاقة المتجددة في مشاريعها التنموية ينبع من رؤية استشرافية ثاقبة لمستقبل مشرق للأجيال المقبلة، وينم عن حرص الدولة على تهيئة سبل الحياة الكريمة للمواطن عبر توفير أهم مقومات التنمية المستدامة.

لتحقيق هذا الهدف الوطني اعتمد مجلس الوزراء عددا من المبادرات الجادة، من بينها رفع نسبة الاعتماد على الطاقة المتجددة إلى 5 % من الاستهلاك الكلي للكهرباء في المملكة بحلول العام 2025، ومن هذا المنطلق تعتزم الحكومة، بالشراكة مع القطاع الخاص، تشييد محطة طاقة شمسية بقدرة إنتاجية تبلغ 100 ميجاوات، وتشغيلها مع نهاية العام 2019.

وضمن هذا التوجه العام تعمل الدولة على تشجيع فكرة استخدام الألواح الشمسية في إضاءة المنازل، والتحول إلى المباني الصديقة للبيئة في المشاريع الاستثمارية، وبالفعل أصدرت وزارة الأشغال دليلا استرشاديا للمباني الخضراء يتضمن معايير وضوابط لإنشاء هذا النوع من المباني بما يسهم في خفض استهلاك الطاقة وخلق بيئة صحية.

التحول إلى المباني الخضراء واستخدام الألواح الشمسية لإضاءة المنازل، مشروعان طموحان يحتاجان إلى ضخ استثمارات طويلة الأجل تؤتي أكلها في المستقبل، ولكنهما لن يجدا طريقهما إلى التطبيق دون توفير دعم حكومي. فلا المستثمر، الذي يتحسس بأصابع قدمه درجة حرارة السوق العقارية قبل الغوص في حوضها، ولا المواطن البسيط، الذي يكدح من أجل توفير احتياجات أسرته، يتمتعان برفاهية الإقدام على المغامرات الجريئة.

لن يقتنع المواطنون بتركيب ألواح شمسية فوق أسطح منازلهم ما لم تخفض هذه الخطوة قيمة ما يدفعونه للحصول على الكهرباء الآن وليس في المستقبل، ولن يقبل المستثمرون على تشييد المباني الخضراء حتى يروا أرقاما مغرية للوفورات التي يحققها هذا المشروع، فلابد إذًا أن تبادر إحدى الجهات الحكومية المعنية بالإقدام على القفزة الأولى؛ لكي تتحول الفكرتان إلى واقع ملموس.