+A
A-

الناتو: سكريبال سُمم بمادة ذات درجة عسكرية صنعت بروسيا

ضمّ حلف شمال الأطلسي صوته إلى مواقف الإدانة الشديدة التي عبرت عنها مختلف العواصم الغربية ضد سلوك روسيا. وشجب حلف الناتو الاعتداء الذي تعرض له الجاسوس المزدوج سيرغي سكريبال وابنته في لندن ورجل الأمن الذي أسعفهما.

وأكد الأمين العام ينس ستولتنبرغ قبل استقباله مستشار الأمن القومي البريطاني ظهر الخميس في بروكسيل مارك سيدويش، ظهر الأربعاء في بروكسيل، بأن المادة السامة التي استخدمت في الاعتداء "من الدرجة العسكرية".

ويثق الحلفاء في نتائج التحاليل والمعلومات التي قدمتها بريطانيا إلى مجلس مندوبي الدول أعضاء الحلف. وقال ستولتنبرغ "إن المادة السامة مصنعة في روسيا وتعد من أشد المواد المصنعة سُماً إلى حد الآن". وذكر في مؤتمر صحفي أن اعتداء لندن "يعد الأول الذي يستهدف تراب الحلفاء منذ إنشاء حلف شمال الأطلسي" في 1949. وأكد الحلفاء في نهاية بحثهم تقرير الاستخبارات البريطانية أن "الاعتداء يعد انتهاكا للضوابط والاتفاقات الدولية". وقال ستولتنبرغ "إنه عمل غير مقبول. ولا مكان له في عالم متحضر".

ويقيم حلف شمال الأطلسي علاقات دبلوماسية وتقنية مع روسيا. لكنه قام بتقييد قنوات الحوار مع موسكو منذ 2014 رداً على ضم روسيا شبه جزيرة القرم ودعمها حرب الانفصاليين في شرق أوكرانيا.

عدم التصعيد

وعرض ستولتنبرغ في المؤتمر الصحفي التقرير السنوي 2017 من دون أن يعلن عن أي إجراء عملي إضافي ضد روسيا للرد على اعتداء ساليسبوري في لندن. ويعتبر استهداف الجاسوس المشترك عملا جنائيا تتولاه السلطات البريطانية من دون حاجة لأي دعم خارجي. واعتبر أمين عام الناتو الاعتداء "جزءا من سلوك روسيا على أكثر من صعيد". وشدد ينس ستولتنبرغ في تقديمه التقرير على أن الحلف لا يرغب في اندلاع حرب باردة مع روسيا أو الدخول معها في سباق من أجل التسلح. وقال: "لن يحاكي حلف الناتو روسيا ولن يرد عليها بالدبابة مقابل الدبابة، والصاروخ مقابل الصاروخ أو طائرة مسيرة مقابل طائرة مسيرة".

وفي إشارة إلى الرغبة في عدم التصعيد، ذكر ستولتنبرغ أن "الحلف لا يرغب في قيام حرب باردة ولن يُجرَّ إلى سباق التسلح. فلا أحد يربح في السباق من أجل التسلح. إنه عمل مكلف وخطير وليس في مصلحة أي طرف". وفي المقابل حذر الحلف روسيا من أنه "سيدافع عن كل الحلفاء ضد أي تهديد حيث يمتلك قوات تقليدية صلبة وقدرات كافية وفاعلة للردع النووي".

4 فرق قتالية شرقاً

وأوضح أمين عام الناتو في تقديمه تقرير العام 2017 بأن الوضع الأمني في العالم يتميز بمتغيرات غير متوقعة. ولمواجهة الأخطار التي قد تتهدد الحلفاء في وسط وشرق أوروبا نشر الحلف أربع فرق قتالية متعددة الجنسيات في دول البلطيق الثلاث (استونيا ولاتفايا ولوثوانيا) وبولندا، إضافة إلى تعزيز قدراته في منطقة البحر الأسود. وتعد القدرات الجديدة طلائع قتالية تطمئن الدول المعنية ضد أي خطر محتمل قد يأتيها من روسيا. وضاعف الحلف قدرات "قوات التدخل السريع" ثلاث مرات. وأصبحت قادرة على التدخل في غضون أيام قليلة في أي مكان من تراب الحلفاء والمناطق المجاورة. كما تزود الحلف بقدرات إضافية وحديثة لمواجهة "التهديدات الهجينة" والتي تستخدم فيها وسائل الحرب التقليدية وكذلك عناصر زعزعة استقرار الدول والمجتمعات. كما تزود الحلف بقدرات الدفاع ضد الحروب الإلكترونية التي تستخدم شبكات التواصل ميدانا لشن هجمات ضد البنى التحتية العسكرية والمدنية.

وجدد أمين عام الناتو التأكيد على التزامات الدول الأعضاء زيادة الإنفاق العسكري إلى مستوى 2٪ من الناتج المحلي الخام لكافتها.

وقال ستولتنبرغ إن أغلبية الدول الأعضاء الـ 29 وضعت خططا لتحقيق هدف الموازنات العسكرية بشكل تدريجي حتى عام 2024.

دعم استقرار الجنوب

وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، يشارك الحلف في حرب التحالف الدولي ضد تنظيم داعش. وتولى تزويد التحالف بالصور المباشرة التي توفرها طائرات الإنذار المبكر (ايواكس) والتي تحلق في جنوب تركيا حيث تراقب عن قرب أجواء كل من العراق وسوريا.

ويعتقد حلف الناتو أن دعم دول الجنوب على بناء قدراتها الذاتية هو السبيل إلى تعزيز الاستقرار في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. ووافق الحلفاء على توسيع مهمة تدريب القوات العراقية لمكافحة الإرهاب. وقد درب خبراء الحلف إلى حد الآن 500 مدرب عراقي سيتولون تدريب الآلاف من الجنود. وذكر ستولتنبرغ بأن الحلف "سيقوم بتعزيز مهمته في العام الجاري من خلال تدريب المزيد من الضباط العراقيين وتقديم المزيد من الدعم إلى دول المنطقة منها تونس والأردن".