العدد 3436
الإثنين 12 مارس 2018
banner
سفينة طهران تغرق وصواريخها تتضاعف! (1)
الإثنين 12 مارس 2018

تطبيق واشنطن استراتيجية جديدة في سوريا، ليس خطوة باتجاه الغرق في “مستنقعها” بقدر ما هو محاولة جادّة لإشغال موسكو، ودفعها بقوّة للارتباك في معركة جانبية رغم كل أهميّتها، واشنطن تعمل على تحويل سوريا إلى “أفغانستان” روسية جديدة، بعد أن افتتح “القيصر” سباق تسلّح خطيرا، إذا كان ما قاله عن بعض تفاصيل الأسلحة حقيقياً، فإنّ “الحرب الباردة” الأولى ستكون مجرّد “تجربة” لـ “مراهقين”، وليس كما الآن مواجهة بين “ناضجين” خبِرا نتائج هكذا “سباق”.
يوجد مبدأ دقيق سبق تطبيقه كثيراً وحقّق نجاحات، يقوم على إشغال الخصم بمعارك جانبية حتى إذا حانت المواجهة المباشرة، فتكون حينها بين قوي مُنهك، وقوي عمل على جمع كل قواه، ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأميركي هو الذي بشّر بولادة “الاستراتيجية الجديدة” التي تحقّق هدفَين في ضربة واحدة... وقف نهائي للقتال في سوريا... إن وقف النزاع في سوريا لن يقرّب إيران من هدفها النهائي بالسيطرة على المنطقة.
من الواضح أن واشنطن وهي تصعّد مع موسكو تستهدف طهران، كما يبدو لم تعد واشنطن تتردّد في استثمار كل ما يحصل لإضعاف طهران، التي بدورها تستثمر كل البؤر القادرة على “اللعب” فيها لإرباك واشنطن ودفعها لتنفيذ الاستراتيجية “الأوبامية” رغم كل الشعارات والخطابات “الترامبية”.
طهران، أدركت أنّ تركيا بادلت موسكو “الغوطة” بـ “عفرين”، بهذا تكون تركيا ربحت الكثير بتحالفها مع موسكو في حين أنّ على طهران، متابعة التصعيد وهي تخوض معركة داخلية تكاد تشبه معارك الاتحاد السوفياتي الغارق من جهة في أفغانستان، ومن جهة أخرى في مواجهة مع المطالب الشعبية لتحسين وضعه، لأنّ الصواريخ وإن صعدت بها إلى السماء فإنها لن تفلح لها الأرض ولن تمدّها بالماء ولن تنتج الحليب لأطفالها.

تركيا ستستولي على عفرين بالتفاهم مع موسكو، يقال إنّ الحرب في عفرين تماثل الحرب ضد الغوطة ضراوة، الفرق أنّ تضحيات الأكراد لم تعد تهم الآخرين إلا الأميركيين بما يخص مصالحهم الضيّقة.
أما إيران فإنّها بالكاد ستجمع قواها في “المربّع الأسدي” الذي مهما مدّها بالقوة فإنّه لا يوازي ما تطمح إليه وما أنفقته من أموال وأرواح، ليس هذا هو الذي يُحكم قبضته فقط على طهران ويدفعها دفعاً نحو “الخسارة” الفعلية وليس الكلّية... للحديث تتمة. “المستقبل”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .