كان خطاب وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، يوم أمس الأول بمثابة مفتاح مهم لبوابة كبيرة قدمت صورة متكاملة ليقظة الأجهزة الأمنية في وطننا الحبيب وتكاتف الجهود للحفاظ على أمن الوطن وحماية مكتسباته والعمل السريع الموحد للقضاء على الإرهاب والعناصر الحاقدة على البحرين بمختلف أقنعتها وشعاراتها المتنوعة، لكنني توقفت مليا عند أهم القضايا المطروحة على الساحة وهي مسألة “الوطنية”.
يقول الوزير: (ما أود التركيز عليه أيضاً هو خطورة استهداف وطنيتنا البحرينية، ومن الأمور التي تؤثر على هويتنا الوطنية، هناك تربية عقائدية خاطئة ونهج تحريضي، وإعلام خارجي موجه، وسلوك انعزالي، يرفض الاندماج، ويسعى إلى تكوين مجتمعات مغلقة، وهذا يقودنا لأن تكون لدينا استراتيجية لتعزيز الانتماء الوطني، فالنهج التحريضي من الأمور التي لابد أن لا تتكرر وهي وتيرة التحريضات التي كانت تتم، إما من خلال منابر سياسية أو دينية أو إعلامية، وكان لها تأثير سلبي على الهوية والروح الوطنية).
لقد كنت من أكثر المهتمين بهذه المسألة وكتبت عنها عدة مرات، فهناك واقع رهيب يدعونا إلى قرع ناقوس الخطر حيال التربية العقائدية الخاطئة والنهج التحريضي والسلوك الانعزالي، فمازالت هناك بيوت أشبه بمعاهد للإرهاب يتعذر فيها طرح مفهوم الوطنية، بيوت صممت على تحطيم معاني الولاء والانتماء للبحرين وقيادتها، وتعلم الأبناء مخاصمة الدولة والقانون وأن قضيتهم الكبرى هي المظلومية، نحن أمام تركيبة غريبة ترفض الوطن وتقاتله، لهذا نحن بحاجة الى عقول مفكرة وعيون ساهرة وزيادة الجهد أضعافا مضاعفة لتضييق الخناق على المجموعات المحرضة التي تفتح عيون الأطفال على الحقد والكره وتريد إنجاب جيل متخلف مؤهل للانضمام إلى الإرهاب.
كما للمدرسين والمدرسات دور عظيم في إرساء الأسس التربوية على قيم المواطنة وغرسها في نفوس الطلبة، وكما ذكر وزير الداخلية “لابد أن يأخذ برنامج التربية الوطنية الأهمية المطلوبة والجدية في تحقيق الأهداف المرجوة منه”، أما عن الجائزة السنوية من وزارة الداخلية لأفضل عمل لتعزيز الولاء والمواطنة وترسيخ قيم الوطنية والانتماء التي أعلن عنها الوزير، فهي مشروع بارع لترسيخ الروح الوطنية.