تعودنا دائمًا نحن البحرينيين، أن نقدّم “كبش فداء” لخيبة آمالنا الكروية، وكان المهاجم مهدي عبدالجبار “بطلنا” في خليجي 23، ليس لأنه لم يسجل في ثلاث مباريات وإنما لتسجيله هدفًا في مرمانا كان كافيًا لخروجنا من الدورة.
لكننا نغفل أن مهدي عبدالجبار وزملاءه في المنتخب تم اختيارهم عن طريق الجهاز الفني الذي يرأسه المدرب ميروسلاف سكوب، فهو صاحب القرار الأول والأخير في تحديد التشكيلة، وبالتالي فإنه يتحمّل مسؤولية كبيرة فيما وصلنا إليه بإصراره على إبقاء مهاجم في أربع مباريات دون أن تكون لديه مخالب يمزق بها شباك الخصوم.
رغم ذلك، لم نتحدث عن المدرب بعد الخروج من البطولة، وصببنا جام غضبنا على مهدي عبدالجبار وكأنه تعمّد تسجيل الهدف القاتل وإضاعة الفرص السانحة، دون أن نفكّر لوهلة واحدة أنه لم يكن ذنب اللاعب وحده؛ وإنما ذنب المدرب وذنبنا نحن أيضًا، فقد طالبنا من الفريق أن يفعل ما ليس في استطاعته، فهو فريق ذهب إلى الكويت بهدف الاحتكاك واكتساب الخبرة لكنه تفوّق على نفسه فدفعنا أداؤه للمراهنة عليه.
وبأسلوبنا المعتاد تعاملنا مع الخسارة، فحملناها لاعبًا واحدًا فقط، تمامًا كما فعلنا في مناسبات سابقة، ونسينا واقع الكرة البحرينية التي لم تُطبِّق حتى هذه اللحظة أبسط الأمور في العصر الحديث وهو “الاحتراف”.
نعم، نسينا كل السلبيات في الدوري والمسابقات، نقص الإمكانات في الأندية، غياب الاستقرار الفني ومعسكرات المنتخبات، وأرجعنا هزيمتنا إلى لاعب مغمور وجد نفسه دون مقدمات “رأس حربة” لمنتخب يسانده جمهور متعطش جاء إلى الكويت بـ 15 طائرة وأكثر من 20 حافلة، مدفوعًا بروح معنوية عالية توحي أن هذه النسخة من دورة الخليج ستكون بحرينية.