ليس مطلوبًا من المنتخب البحريني الشاب المزيد في خليجي 23، فهو لم يكتف بمخالفة التوقعات والوصول إلى المربع الذهبي فحسب؛ وإنما نجح أيضًا في أن يوحّد الشعب من خلفه، وأن يدفع بالجميع للهتاف إليه بالتشجيع والمؤازرة، كما لو أنه أراد بأن يعلن عن نفسه ويشعرنا بالحماس الذي افتقدناه منذ فترة طويلة.
لكننا بطبعنا حالمون، وأصبحنا نأمل في أن تستمر هذه المغامرة حتى الرمق الأخير، فلا يوجد ما يدعونا للانهزام أمام التحديات، حتى وإن كانت صعبة، وربما نجد في هذا المنتخب الواعد وهو يخطو أولى خطواته نحو الشهرة والنجومية ملامح بطل، فهو يحمل في داخله روح محارب.
واليوم سيكون يومًا حاسمًا على أرضية الملعب. لاعبونا المقاتلون في اختبار المنتخب العماني الذي بات رقمًا صعبًا في دورة كأس الخليج، ولا ريب في أننا أكثر من يعرف منافسينا العمانيين، فقد كنا ملازمين لهم في ذيل الترتيب بهذه الدورة الإقليمية منذ سنوات بعيدة، قبل أن يأتي الوقت الذي يسبقونا فيه، ويحققون أحلامهم بنيل اللقب في واحدة من المؤشرات الواضحة على تطور الكرة العمانية بعد أن كانت هشة وضعيفة.
وفي المقابل، لا يعني ذلك أن الكرة البحرينية في أزهى عصورها، إلا أنها تعيش واحدة من اللحظات التاريخية الجميلة التي تعبر بصدق عن آمال وطموحات اللاعب البحريني، في قهر التحديات وتحويلها إلى فرص حتى وإن كانت مستحيلة. وواقعًا لا يبدو لقب خليجي 23 مستحيلاً حتى هذه اللحظة لأنه ببساطة شديدة أصبح قريبًا جدًّا من أصابع نجومنا.
لذلك، نحن على ثقة تامة في لاعبينا المخلصين؛ فهم لا يبحثون في هذه البطولة عن مجد شخصي، بقدر بحثهم عن إسعاد قيادتهم وشعبهم وجماهيرهم الوفية التي قطعت المسافات برًّا وجوًّا لتقف إلى جانبهم وتردد بصوت رجل واحد: وينكم وينه.. ما تغلبونة، فكانت لوحة وطنية احتضنتها الكويت بدفئها المعهود.
وحتى يطلق حكم المباراة صافرة النهاية، فإننا سنبقى سعداء، مهما تكن النتيجة؛ لأننا قضينا لحظات جميلة بالفعل، ومباراة اليوم هذه لن تكون إلا واحدة من المباريات التي نتركها للأقدار فهي التي تحدّد مصائرنا بعد أن نقوم بواجباتنا على أكمل وجه.