العدد 3296
الإثنين 23 أكتوبر 2017
banner
بروح رياضية حسن علي
حسن علي
الأهلي لا يتعلم من الدرس!
الإثنين 23 أكتوبر 2017

يمر فريق كرة القدم بالنادي الأهلي بوضعية كارثية في دوري بنك البحرين الوطني قد تؤدي به إلى الهبوط لدوري الدرجة الثانية بعد أن حقق نقطة وحيدة في الجولات الخمس الماضية ليتذيّل الترتيب العام بأداء هزيل ونتائج متواضعة.

مسلسل “تغيير المدربين” في النادي الأهلي ليس له نهاية، وخلال الموسم الماضي شهد الفريق ثلاثة مدربين تعاقبوا على تدريبه وهم التونسي فتحي العبيدي ثم المصري محمد عظيمة وأخيرًا المحلي صادق الحلواجي، وها هو السيناريو يتكرر في الموسم الحالي بإعفاء المدرب التونسي عبدالقادر بهلول ليخلفه مواطنه يوسف المناعي في أول خمس جولات!

القائمون على اللعبة في النادي لا يتعلمون من الدروس ولا يتعظون من التجارب السابقة، فهم يصرون على استقطاب مدرب أجنبي مع أن الدوري المحلي لا يحتاج إلى مدرب أجنبي بقدر ما هو بحاجة إلى مدرب وطني تكون لديه قدرات خاصة في تهيئة اللاعبين نفسيًّا وذهنيًّا وشحذ هممهم ورفع حماسهم مع فكر كروي يتمثل في القدرة على التعامل مع كل مباراة وتوظيف اللاعبين بالشكل الأمثل، خصوصًا إذا كانت إمكانات اللاعبين محدودة، فإن الجانب النفسي سيكون هو المحفّز للبروز الفني داخل الميدان، وهناك مدربون نجحوا في هذا المجال أمثال سلمان شريدة وخليفة الزياني ورياض الذوادي وعدنان إبراهيم وعيسى السعدون وآخرون.

لست خبيرًا فنيًّا، ولكن لو أجرينا استفتاء في الشارع الرياضي لوجدنا أن الغلبة ستكون للمدرب الوطني لأنه يمتاز بالكفاءة، والقدرة على فهم نفسية اللاعبين ومستوياتهم بالإضافة إلى انخفاض كلفته المالية مقارنة بالأجنبي، وما المانع من أن يتقاضى أجرًا مماثلاً لنظيره الأجنبي أو أعلى بقليل؟

كان يتعيّن على الإدارة الأهلاوية أن تضع ثقتها في المدرب الوطني منذ البداية بالتعاقد مع المدرب عدنان إبراهيم أو خالد تاج أو أي مدرب آخر، ولكنها وللأسف الشديد لم تتعلم من تجربة الموسم الماضي وها هي نفس الأخطاء تتكرّر، فانعدام الاستقرار الفني والفجوة الكبيرة بين المدرب الأجنبي واللاعبين هي أحد الأسباب الرئيسة وراء تدهور نتائج الفريق مع وجود أسباب ثانوية أخرى لا يتسع المجال لذكرها.

على الجانب الآخر، فإن الجماهير هي الأخرى يجب عليها أن تساند الفريق بدلاً من الانتقادات الهدامة وأن تضع يدها بيد الإدارة وتحضر لمساندة الفريق في أرض الميدان والحصص التدريبية وعليها أن تدرك جيدًا أن الأهلي هو النادي الوحيد الذي ينافس في جميع الألعاب الرياضية بإمكانات محدودة وهو ما يمنع إبرام صفقات مبالغ فيها على مستوى كرة القدم ستؤثر على باقي الألعاب الأخرى وهو ما سيثير حفيظة جماهير السلة والطائرة واليد في الوقت ذاته!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .