+A
A-

جوارديولا تفوق على نسخته الإيطالية، و30 دقيقة من الإحراج لساري

حقق بيب جوارديولا انتصارًا مهمًا في دوري الأبطال مساء اليوم الثلاثاء على حساب نابولي، وانتصارًا شخصيًا له أمام مدرب كثيرًا ما نال إعجابه وأشاد به حتى أن البعض وصفه بأنه جوارديولا الإيطالي..

■ دخل مانشستر سيتي المباراة بالأسلوب المثالي، فمن خلال الحركية المتواصلة ما بين رباعي الوسط ليوري ساني يسارًا وستيرلينج الذي يتحرك ما بين العمق والجهة اليمنى، والحركية المتواصلة لدي بروينه في العمق أو على الأطراف مع دافيد سيلفا مع القيام بالضغط والواجب الدفاعي مع فيرناندينيو، كل هذا وفًر لفريق جوارديولا ما أراده وهو استعادة الكرة في أسرع وقتٍ ممكن، وكان دور فيرناندينيو استثنائيًا من خلال عمله على خروج الكرة من الخلف بالشكل السليم وتمريراته العكسية الذكية بالتعاون مع دي بروينه، هذا خلق عمقًا وثباتًا أكبر للسيتي من خصمه في أول نصف ساعة التي شهدت تسجيل هدفين وإضاعة أهداف أخرى.

■ أدى فيرناندينيو دوره بإجادة تامة لأطول وقت ممكن ولم يتأثر بدنيًا عكس غيره من بقية لاعبين مانشستر سيتي والذين تراجعوا بدنيًا مع بداية الشوط الثاني بالتدريج وهنا خسر السيتي هيمنته وقدرته على فرض الإيقاع، ودخل نابولي المباراة بقوة في هذا الوقت، لكن استمر العمل الهجومي في ظل المساحات التي أتيحت على الأطراف لساني بالأخص والذي كان بإمكانه إغلاق المباراة لصالح السيتي في أكثر من مناسبة.

■ كان أساس تميز فريق جوارديولا في الشوط الأول ليس القدرات الفردية ولكن قدرتهم على تقديم أداء جماعي متناغم وجميل، تمريرات في المساحات السهلة واستخدام أسلوب جيد في الصعود للأمام في الوقت المناسب، وتراجع الأداء الجماعي في الشوط الثاني ليغلب الأداء الفردي على المجموعة، لكن يُحسب لجوارديولا أنه نجح في تقديم ساعة كاملة من الأداء الممتع والسلس وربما كان سىء الحظ أنه سجل هدفين فقط، وفي رأيي كان مطلوبًا ما هو أكثر من جابرييل جيسوس.

■ أداء قوى ومتطور من قلب الدفاع الإنجليزي جون ستونز مع فريق مانشستر سيتي فقد منع هدفًا أكيدًا في بداية الشوط الثاني كان سيسهل كثيرًا من مهمة نابولي، كذلك فرغم أن الضغط المتواصل على فابيان ديلف تسبب في خلق نقطة ضعف في تشكيلة الفريق الدفاعية لكن أوتاميندي وستونز كانا جيدان إلى حدٍ كبير في التغطية عليه وإن لم يمنعا خط هجوم نابولي طوال الوقت اللذين كانا يطبقان عليهما الضغط العالي بصورة متواصلة مع غياب الدعم من لاعبي الوسط في نهاية المباراة، وأخيرًا يُحسب لإيديرسون كذلك تألقه في التصدي لركلة جزاء ميرتنس التي كانت ستغيّر الكثير من مجريات المباراة.

■ دخل نابولي المباراة بتخبط وتعثر كبير على مستوى بناء اللعب من الخلف حيث نجح مانشستر سيتي في تضييق المساحات عليه في منطقته، وكذلك كان سريعًا في الضغط على دياوارا وماريك هامسيك كثيرًا من خلال دي بروينه وفيرناندينيو بشكلٍ متواصل، ولذا كان من المنطقي رؤية الحرية الكبيرة والكرات الكثيرة تصل لستيرلينج وساني على الطرفين، وهو ما جعل دفاع نابولي يرتكب كثير من الاخطاء وخاصة قلب الدفاع المترهل "في بعض الأحيان" راؤول ألبيول.

■ تحسن نابولي بعد البداية الصعبة في أول نصف ساعة بفضل تعديل نمط اللعب من البناء من الخلف وتكثيف عملية الخروج بالكرة من تلك المنطقة، إلى الانتقال سريعًا وبكرات عمودية للأمام وبتقارب ديريس ميرتنس من ماريك هامسيك مع ترك المساحة والحرية لكاييخون وإنسينيي على الطرفين، ولكن كان الفريق يفتقر للمسات الحاسمة في منطقة الجزاء، وقلّت جودة الفريق في الإنهاء خاصة بعد الإصابة لسىء الحظ إنسينيي في بدايات النصف الثاني من اللقاء.

■ رغم خروج إنسينيي للإصابة ودخول آلان مكانه لم يتأثر الفريق بشكلٍ كامل، لأن زيلينيسكي بتحوله ليصبح جناح ولاعب أساسي في الشق الهجومي مع كاييخون وميرتنس جعل الفريق أكثر قدرة على تطبيق الضغط المتقدم العالي بكثافة على دفاع السيتي وجعله يقع بالفعل في الكثير من الاخطاء، ولكن كان يبدو أنه هناك شىء ناقص لعدم وجود اللاعب الحاسم وعدم توفيق ميرتنس في مباراة اليوم.

■ في النهاية خسر نابولي مباراة أخرى في دوري الأبطال وربما يُصعب هذا من وضعيته في المجموعة ويُعقدها ولكن رأيي إذا لعب بهذا المستوى في سان باولو ربما يكون مرشحًا لوصافة المجموعة، وستكون لنتائج الفريق في الدوري المحلي تأثير كبير، فكما أراح سارّي اليوم جورجينيو وآلان ربما يريح لاعبين أكثر في المواجهات القادمة إذا استمر نابولي في صدارة السيري آ وفي حصد الانتصارات على المستوى المحلي